Articles

وجه لامع من وجوه اللغة العربية والدعوة والثقافة الإسلامية في السنغال يترجل

بقلم د. فاضل غِي

وصلني صباح اليوم خبر رحيل الأستاذ ساجو سيسي أحد أركان العلم والتاريخ والعمل الخيري الإنساني ، كانت تربطني بالراحل علاقات ثقاقية وصداقة وتقدير متبادل رغم فرق السن ، وكان يوم تعارفنا مديرا لمكتب بيت الزكاة الكويتي بعد رجوعه من العمل خارج البلاد في السلك الدبلوماسي السنغالي في دولة الكويت ، وأبرز ماكان يشتهر به الشيخ الأستاذ ساجو هو حرصه على العلم ،والدراسات التاريخية التي كان ضليعا فيها ،وكان رحمه الله شجاعا في طروحاته ، لم يكن يتردد أبدا في ابداء ما يقتنع به من آراء ومواقف مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك ، وكان يرسل لي مقالاته وأبحاثه فأنشرها في مجلة الصحوة السنغالية التي أسستها في بداية تسعينات القرن الماضي لتكون منبرا لحملة الثقافة العربية والإسلامية ، ومتنفسا لأصحاب الأقلام من المستعربين السنغاليين
أما عن مجال العمل الخيري في حياة فقيدنا العزيز فحدث ولاحرج ،كان قبلة المحتاجين والمعوزين أيام كان يدير مكتب بيت الزكاة ،وبلسم الفقراء والأيتام حتى بعد أن ترك بيت الزكاة ، وعمل مندوبا لجمعية دار البر في دبي دولة الإمارات العربية المتحدة ،وكنتُ في ذلك الصحفي الأقرب للثالوث المعروف آنذاك بخدمة الدعوة والدبلوماسية والعمل الإنساني الخيري :
الشيخ عبد الوهاب دوكري مدير المكتب الإقليمي رابطة العالم الإسلامي ،والشيخ خليل عبد الله ماريغا الملياردير الداعية رئيس حركة الفلاح في ذلك الوقت ، والأستاذ ساجو سيسي مهندس العمل الدبلوماسي والخيري.
انخرط الأستاذ ساجو سيسي في الساحة السياسية بعد ذلك ، وعمل في هذا المجال داخل الحزب الاشتراكي حتى أصبح رئيسا لبلدية واوندي في منطقة “باكيل ” ولا شك في أن كونه متقنا للغة الفرنسية ساعدكثيرا على نجاحه في السياسة ،وكونه مشهورا في المشهد السياسي ماجعله ينتخب عضوا في مجلس الشيوخ ” سيناتير ” في بداية عهد الرئيس عبد الله واد
أتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى أسرة الأستاذ ساجو وأحبائه وإلى جميع مثقفي اللغة العربية في هذه البلاد ، داعيا الله الغفور الرحيم أن ينغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته فإنا لله وإنا إليه راجعون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى