هل نحن نعيش أكذوبة ؟؟
د.عبد اللطيف طلحة
نتسأل منذ قرون وأكثر ، لماذا يكرهون الإسلام ؟ لماذا يتعمدون الإساءة إلى نبينا الكريم ؟ لماذا يستطيل الغرب علينا بقوته ؟ لماذا تسرق الدول القوية مقدرات الدول الضعيفة ؟ لماذا هذا التفرقة هؤلاء دول العالم الأول والباقين دولا للعالم الثالث ؟ لن يستطيع أحد على وجه المعمورة أن يجيبك على هذه التساؤلات إلا شريعة الإسلام بما ضمنته من قيم أخلاق وقوانين ربانية تنصف المظلوم ولو كان يهودياً وتغيث الملهوف ولو كان نصرانياً ، إنهم لا يريدون لهذه الشريعة أن تسود لأن فيها الخير للإنسانية وإليك الدليل :
أولاً : يحدثونك عن وجب احترام وحرية الأديان وأن القانون الدولي كفل لكل طائفة حق إقامة شعائرها بالطريقة المناسبة لها ، بينما الغرب لا يعرف عن احترام الأديان شيئاً ، ففي خلال المائة سنة الأخيرة أغلقت مئات المساجد للمسلمين في أنحاء أوروبا بدعوى أنها أماكن للفكر المتطرف فقد أغلق أكثر من 3466 مسجدا ، وزاد الطين بلة دعم الرئيس الفرنسي( ماكرون) للرسوم المسيئة للنبي صل الله عليه وسلم مما تسبب في حدوث قلاقل في العالم أجمع ، كما لا يسمح للمسلمات ارتداء الحجاب ومساواتهن بمن يلبسن الصليب والطاقية اليهودية الصغيرة .
ثانياً :باسم إرساء الديمقراطية يحتل الغرب القوى الشرق ،فيستبيح دمائهم وأرضهم وأموالهم، هذه فرنسا في خلال القرن الماضي قتلت في إفريقيا أكثر من مليوني إفريقي في احدى وعشرين دولة احتلتها ، ثم أمريكا التي احتلت الفيتنام والعراق وتركت فيها مآسي إنسانية تتعدى مليوني قتيل وأكثر ، من خول لهؤلاء احتلال هذه الدول وتحت أي عنوان فعلوا ذلك ؟ .
ثالثاً :يقنعونك بالعدالة ، بينما تعيش القوى الكبرى على دماء الشعوب الفقيرة ، فها هي فرنسا في إتفاقية الجلاء عن البلاد التي استعمرتها في إفريقيا وقعت معهم على أن تُودِع هذه البلاد 80 % من احتياطاتها النقدية الوطنية في البنك الفرنسي الوطني ،منذ 1960 وفرنسا تحتفظ بالاحتياطات الوطنية من ثروات الدول الإفريقية التالية: بنين، بوركينا فاسو، غينيا بيساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توجو، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو وغينيا الاستوائية والجابون ، أضف إلى ذلك استخدام موطني هذه الدول في الأعمال القذرة ، كالعبودبة وجعلهم فئران تجارب لأدويتهم وأسلحتهم وهلما جرى .
رابعاً : يقنعونك بالقانون ، بينما قانونهم هو قانون الغاب أو البقاء للأقوى ، حتى القوانين التي سنوها بأقلامهم لا يطبقونها إلا لمصلحتهم ، فها هي القوى الكبرى تحاصر الشعوب المستضعفة التي لا حول لها ولا قوة ، حاصرت أمريكا العراق 13 عاما من 1990 ـ 2003 م ومنعت الحليب والدواء عن الأطفال ومات في هذه الفترة مئات الآلاف ، وتحاصر الأن كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وغزة وكثير من الدول بلا ذنب ولا جريرة إلا أنها تريد العيش بحرية وكرامة ،أي ذنب اقترفته هذه الشعوب مسلمة كانت أو نصرانية أو يهودية حتى تموت إما حصاراً أو جوعاً أو مرضاً .
يا سادة
نحن بالفعل نعيش أكذوبة حقيقية ، أكذوبة أن هناك قانونا دوليا يحمي الشعوب الضعيفة ويضمن لها حقوقها ومعيشتها ، نحن نعيش أكذوبة التعايش السلمي ، لا سِلم في وجود هؤلاء الكذابين المجرمين المنافقين الذين يلعبون بمصائر الأمم ، نحن نعيش أكذوبة احترام الأديان ودعونا نسألهم أهي حرية لكم و عبودية علينا ؟ لماذا تقتاتون من خطاب الاستقطاب والكراهية بينما لا يوجد هذا الخطاب لدينا في الشرق ؟.
يا سادة
أختم بما قاله فخر الأمة الإسلامية وإمامها الجليل شيخ الأزهر الطيب ابن الطيب (وإني لأعجب العجب كله أن توقد نار الفتنة والكراهية والإساءة في أقطار طالما تغنت بأنها مهد الثقافة وحاضنة الحضارة والتنوير والعلم والحداثة وحقوق الإنسان ، ثم تضطرب المعايير في يديها اضطرابا شديدا حتى بتنا نراها وهي تمسك بإحدى يديها مشكاة الحرية وحقوق الإنسان ، بينما تمسك باليد الأخرى دعوة الكراهية و مشاعل النيران