هل تلمس زوجتك خارج غرفة النوم؟*
الدكتور حجي إبراهيم الزويد
يفتقد كثير من الأزواج إلى وجود ثقافة اللمس في حياتهم الزوجية، فتصبح الحياة الزوجية جافة لافتقادها إلى هذا الينبوع العاطفي، فاللمس يزيد من متانة العلاقة الزوجية.
إن لمس الزوج لزوجته ولمس الزوجة لزوجها من الأمور التي يغفل كثير من الأزواج عن فاعلية سحرها وتأثيرها في تعميق العلاقة العاطفية بين الزوجين.
قد يحرم كثير من الأزواج زوجاتهم من اللمسات الحانية – خارج إطار غرفة النوم – الموحية بحرارة حبهم لهن.
إن لمس الزوج لزوجته، وكذلك لمس الزوجة لزوجها هي رسالة حب، فليس بالضرورة أن يكون الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحب.
هل تلمس زوجتك خارج غرفة النوم؟
هناك اللمسات الحميمية الخاصة عندما يكون الزوجان في غرفة النوم، والتي تتمثل في العلاقة الزوجية الخاصة، وهناك اللمس الزوجي بمعناه الواسع والذي يتجاوز حدود غرفة النوم.
إن لمس الزوجة خارج إطار غرفة النوم، ينبغي أن يحمل في داخله رسالة موجهة إلى الزوجة، بأن هذه الزوجة ليست أداة ووسيلة لتحقيق الشهوة.
لمس الزوج لزوجته خارج غرفة النوم بشكل خاص – وفي غرفة النوم بشكل عام – ينبغي أن يحمل جوانب معنوية تعبيرية.
هي رسالة حب يرسلها الزوج إلى زوجته خلال هذا اللمس.
وهي رسالة حب ترسلها الزوجة إلى زوجها كذلك.
من أمثلته مسك اليد، وضع اليد على الكتف أو الرأس أو الخد، الخ..
اللمس يحمل عدة دلالات إنسانية عالية المضامين، فهو من أقوى وسائل التعبير عن الحب والإحساس بالطرف الآخر، اللمس يبعث في الآخر شعورا بالطمأنينة.
عندما يضع الزوج يده في يد زوجته، ويدعم ذلك بنظرة من عينيه معبرة عن الحب، فإن الشعور الذي ينتاب المرأة في تلك اللحظات لا يوصف.
إن لمس الزوج لزوجته خارج محيط غرفة النوم يوحي للزوجة بأنها ليست مجرد أداة للتسلية والمتعة الجنسية، بل هي روح.
يُعبر عن اللمس بأنه ” العين الثانية “.
نعلم أنه يمكن إرسال رسائل من خلال النظرة، فللعيون لغة كما هو معلوم، وهذه اللغة تحمل رسائل تعبيرية عالية المحتوى، فكم رسالة حب أرسلها الزوج إلى زوجته خلال نظرة تأمل فيها، وطريقة النظر – نفسها تحمل تعبيرا خاصا ورسالة خاصة.
كذلك فإن لمس الجلد، يلي العين في الأهمية، ولذا عبر عنه بالعين الثانية بسبب عمق الرسائل التي يمكن إرسالها من خلاله، فهو أشبه ما يكون بذاكرة كمبيوتر من الحجم الكبير، لا تضيق بما تستقبل.
الجلد أحد أعضاء الجسم، ويحتوي على شبكة غنية من الأعصاب فهو يحتوي على ملايين الخلايا العصبية. إن الرسالة تصل خلال هذه الأعصاب، فهذه الأعصاب الموجودة في الجلد، تستقبل رسائل اللمس وتحللها – تماما – كما تستقبل العين المناظر والمشاهد المختلفة وتحللها.
مع الانتباه إلى تجنب هذه اللمسات في حضور الناس عندما يكون الزوجان في أماكن عامة، أو وجود اناس آخرين داخل البيت، وذلك لأسباب عدة.
أود أن أشير إلى مثال له ارتباط باللمس:
أشارت كثير من الدراسات أن الأطفال الذين يتغذون من أثداء أمهاتهم أكثر ذكاء من الأطفال الذين يتغذون بالحليب الصناعي. إن من ضمن اسباب ذلك، هو أن في الرضاعة الطبيعية لمس، فلمس الأم للطفل يغذي فيه جانبا عاطفيا، ويعمل على تنشيط الدماغ لديه، وبالتالي تنمية درجة الذكاء لديه.
كذلك فإن لمسة حانية لطفل مشاكس، قد تحد من مشاكسة ذلك الطفل، حيث تمتص حدة الغضب لديه.
الزوجة كائن بشري شأنها شأن الاخرين، تحتاج إلى ري عاطفي، ويعتبر اللمس من أبرز موارد هذا الري العاطفي.
عندما يضع الزوج يده على جسم زوجته، فإن الأعصاب الموجودة في الجلد تستقبل هذه اللمسات وطريقتها وترسلها إلى الدماغ كي يقوم بتحليلها.