
actualite
نعم للاكتفاء الذاتي… ولكن..!
د.عبد الله السيد
استمعت، كغيري من المواطنين، في وسائل الإعلام إلى أن معالي الوزير الأول اجتمع ببعض رجال الأعمال لدراسة خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الفواكه والخضروات.
ومع تثمين هذه الخطوة، وتعليق الآمال على ما سنجر عنها فإن هواجس من الخوف والريبة ينبغي أن تتبدد؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:
- ما يتعلق بالتاريخ القريب: فقد أعلنت الحكومات في العقود الماضية سياسة زراعية، كان الأمل فيها معقودا على تحقيق الاكتفاء الذاتي سنة ٢٠٠٠. لكن نتائجها كانت خلق “رجال أعمال” من الشارع، والقضاء على الزراعة.
وكذلك تم في المجال المصرفي قبل ذلك؛ حين تخلت بعض الحكومات عن بنوك المجتمع، وتأمينه، ونقله العمومي مقابل خلق “رجال أعمال”؛ لا يخفى على أحد أنهم أثروا من مال الشعب. - ما يتصل بالأرض الزراعية: للأرض الزراعية ملاك أغلبهم من الفقراء، فليس من العدل أن تتعامل الدولة مع رجال الأعمال، وتعطيهم القروض، وتترك ملاك الأرض الفقراء. والأولى دعم الملاك بالخبرة والاستصلاح والماء للخروج من الفقر، وتوفير الاكتفاء الذاتي.
إن سياسة الاعتماد على القروض الاستعمارية للمؤسسات المانحة ودول النفوذ، ومحاولة خلق رجال أعمال جدد أو تسمين آخرين بأموال الشعب أمور جربناها خلال العقود الماضية، وتأكد أنها لا تخلق اكتفاء ذاتيا، ولا تزيد المجتمع إلا فقرا، وهذا ما خلق هواجس من الخوف والريبة كلما رأى المواطن احتمال تكرار السناريوهات السابقة في التنمية.
كاتب وناقد موريتاني