نحن في غنى عن خلافات..!فلتكن نقاشاتنا بناءة
د. سام بوسو عبد الرحمن
أتساءل إلى متى سنستمر في نقاشات عقيمة حول مسائل ظلت على مدى قرون محل مناقشات معمقة دون أن تحسم بشكل نهائي.
لماذا نترك جانبا الأسئلة الوجودية التي تطرح نفسها على المسلمين وتمنعهم من أن يكونوا قاطرة الإنسانية على طريق التقدم المادي والروحي؟
ولماذا لا نبذل جهداً كبيراً في إدانة من يتعدى بشكل سافر على أوامر الله تجاه أهله وجيرانه وموظفيه والممتلكات العامة وغيرها؟
وفي الوقت الذي يجب أن نوحد جهودنا لمواجهة أعدائنا الحقيقيين (الجهل والفقر والمرض وغيرها)، نريد أن نلهي شبابنا بالسخرية ممن يذكرون اسم الله في مساجدهم ، بينما الأغلبية الساحقة من المسلمين لا يرتادون هذه المساجد.
ما هو الهدف من الجدل حول دخول الإسلام في السنغال؟
اليوم، نحن بحاجة ماسة إلى الارتقاء بالخطاب الديني قليلاً، ليكون بنّاءً ومركّزاً على الجوهري. فلنناقش، على سبيل المثال، القضايا التربوية والأخلاقية والاجتماعية. دعونا نفكر في كيفية بناء هويتنا، وإعداد أطفالنا ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات القارة الإفريقية، وعلى تحريرها من الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية سواء أكانت من الغرب أم من الشرق.
أتأسف كثيرا عندما أرى ديننا، الذي ينبغي أن يكون عامل تماسك ووحدة وتضامن، يصبح مصدرا للتوتر والصراع والانقسام.
ومن الممكن بالفعل مناقشة المواضيع الفقهية في الميدان الأكاديمي دون أن يؤدي الخلاف إلى اختلافات إلى عداء. لكن لا ينبغي علينا – في رأيي – أن ننقل هذه المناقشات إلى الفضاء العام لخلق خلافات نحن في غنى عنها. وكان الإمام الغزالي قد كتب، قبل أسابيع قليلة من انتقاله إلى جوار ربه، كتابا بعنوان “إلجام العوام عن علم الكلام”.
وألاحظ أن مسائل علم الكلام التي تناقش هنا في الساحة العامة لم تكن تهم، في تاريخ الفكر الإسلامي، إلا المتكلمين البارزين الذين كانوا يتجابهون بأدلتهم. ولم تكن هذه المناقشات مصدرا للمشاكل، إلا إذا تدخلت سلطات سياسية في النقاش العلمي، من أجل فرض وجهة نظر معينة على الآخرين.
مهما يكن من أمر، أود أن نتذكر دائما ما أوصانا به الشيخ أحمد بامبا في قوله:
ولا تعادوا من رأيتم فاه يخرج “لا إله إلا الله”!