Articles

من ملاعب المونديال إلى قلب داكار

هزاع المطيري

في صيف عام 2002م وبينما كانت أنظار العالم متجهة نحو كوريا الجنوبية واليابان ، حيث تدور رحى مباريات كأس العالم ، خطف المنتخب السنغالي الأضواء بأسلوبه العفوي وروحه القتالية.

كان ذلك الجيل الذهبي بقيادة الحاج ضيوف ورفاقه الذين أذهلوا العالم بإسقاطهم لبطل العالم آنذاك ، منتخب فرنسا ثم بتألقهم أمام السويد سببًا في تعلقي بهذا الفريق حتى دون أن أعرف حينها الكثير عن بلدهم.

كنت متابعًا ومشجعًا شغوفًا بمنتخب التيرنغا ، ولكن لم يخطر في بالي يومًا أنني سأحط الرحال بتلك الأرض أرض السنغال ، كل ما كنت أعرفه عنها هو أن فخامة الرئيس عبدو ديوف كان من أشهر رؤسائها وأطولهم قامة.

ولكن مشيئة الله قادتني إلى أن أتعرف على السنغال عن قرب ، لا من خلال شاشات المونديال بل عبر مهمة رسمية.
ففي عام 2004م صدر قرار بإيفادي للعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في داكار وتحديدًا في الملحقية الدينية .

ومنذ لحظة وصولي بدأت حكاية جديدة في حياتي ، حكاية نسجتها الأيام مع بلدٍ لم أكن أعرفه لكنه أصبح مع الوقت جزءًا مني.

مكثت في السنغال سنواتٍ ليست بالقليلة ، سنوات كانت مليئة بالتجارب والعلاقات الإنسانية التي يصعب نسيانها.

أحببت هذا البلد وأحببت شعبه ، وكيف لا أحب شعب التيرنغا؟ ذلك الشعب المضياف البشوش الكريم في تعامله والنبيل في طباعه.

شعرت بينهم وكأنني واحد منهم ، ووجدت فيهم إخوة قبل أن يكونوا أصدقاء أو زملاء عمل.

واليوم بعد مرور تلك السنوات لا تزال علاقتي بشعب السنغال نابضة بالود والتقدير ، وما زال البعض منهم يراسلني بكلمات الوفاء والثناء والدعاء مما يملأ قلبي امتنانًا ، أسأل الله أن يكون ما قدمته من عمل في تلك البلاد خالصًا ومقبولًا عنده.

تمر السنون فتتغير الوجوه وتتبدل الأماكن ، لكن تبقى الذكريات الجميلة وتبقى السمعة الطيبة وتبقى علاقات الأخوة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.

فشكراً لبلاد التيرانغا وأهلها الكرام على كل ما منحوني من حب وتجربة وإنسانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ والأخ الحبيب. متى تتكرم بزيارة إخوانك في السنغال ؟
    نشتاق إليك كثيرا.

  2. play77 ศูนย์รวมอาณาจักรสล็อตออนไลน์ยุคใหม่ที่พร้อมให้บริการเกม pgslot สล็อตออนไลน์เว็บตรงไม่ผ่านเอเย่นต์ แจกแจ็คพอตแตกกระจาย สล็อตแตก

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى