
مقال: عام كامل على رحيلك عزيزي “بامبا”..!
بابا شيخ جيمبرا ساخو
عزيزي “بامبا ” كنت سأكتب لك ” الشيخ الكبير ” كما اعتدت وأحببت أن أقوله لك بالطريقة المألوفة ، لقد مضى عام منذ رحيلك تاركا من حولنا فراغا سحيقا ، فمزاجك الجيد ، وبهجتك الدافئة ، وطلاقتك لم تغادرني قط.
كما أتذكر على وجه الخصوص مناقشاتنا عادة اللامحدودة عندي في البيت .
في هذا الظرف كل من أهلك وأصدقائك ورفقائك ، وكل من تعرف عليك وأحبك مجتمعين يقومون بتكريمك ، مع أنك تستحق الأفضل على التزامك الثابت بالمبادئ الإسلامية ، ومن خلال هذا الإجلال لا يسعني إلا أن أستحضر صديقنا الشاب ” أحمد لوم سامب ” الرفيق الودود والوفي ، والذي كانت تربطنا به صداقة لا مثيل لها لكن شاءت الأقدار أن يلتحق بجوارك في عالم البرزخ ، مع أنه من المبادرين الرئيسيين لهذا التكريم المكرس لتقدير مقامك النبيل .
فعلى وجه التحديد فهو الذي طلب منى أن أكتب هذه الأسطر كشهادة اعتراف بأنك أحد أربع الفرسان منذ أربعة عقود والذين طمحوا في إنشاء الرائد الفكري والعضوي المتفاني في إنجاح القضية الإسلامية في السنغال ، هذا المديح معناه عميق بالنسبة لي.
لن أمتد إلى روابط الدم من جهة أختي الصغيرة ” آجا أنت” والتي سمحت لنا بتوطيد صداقتنا.
أشكر الله وادعوه أن يبارك ويطيل في عمر ابنة أختي وفاء .
لن أطيل لكن من واجبي ان اشهد عن مدى نضالك رغم العراقيل ، فقد لعبت دورك بامتياز بتوقيعاتك عبر مساهماتك في الصحف ، و عقدك مؤتمرات وندوات بشتي زوايا الاسلام ، في كل قطر من الوطن وحتى في خارج الوطن قائما بتفسير القرآن في مختلف المساجد ، ومندفعا في أول الصفوف في مسيرات إسلامية رافعا صوتك بالتكبير ، وداعيا إلى تطبيق النظام الاسلامي في السنغال .
صحيح أن من خلال مسيرتك العظيمة كانت لنا العديد من استعراض مشاريع الكتابة التي شرعت فيها ، والتي باشرت البعض منها ، وقد تبين أن ما اعد الله لك وأنت موجود كان مختوما .
أود أن هذا التكريم مني لك مع تكريس منشوري الأخير لسعادتك يا صديق الدرب سيكون ممرا ومسارا لإنارة سبيل الحق ( المجاهد الشيخ عمر فوتي ) ومن المؤكد أن هذه المبادرة هي اللبنة الأولى وستأتي بعدها لبنات ولبنات .
و فضلا عن ذلك أتساءل في هذا المقام الجليل هل كان حتما علي ان اتطرق الى مقال البرتقال الاحمر الذي ارسلته الي صبيحة يوم السبت الثاني عشر من يونيو 2021 المقال بالذات بنسبة لي مهم جدا و لكن خطورة عالم السياسة و الاغتيال المذكور فيه يتناقضان مع جدية الموقف الذي بجبرني الى الصمت.
التحقت بالرفيق الأعلى قبلي وفى انتظار الإلتحاق بك عن قريب بمشيئة الله في رحلته الأبدية ، برفقة حبيبه محمد عليه أفضل الصلوات ، وكل من اصطفاهم ستبقى قرة عيني وبصيرة قلبي .
وفى هذا الصدد خطر على بالي مقابلة مع خال العزيز ” بابكر ” برفقة “عامر ” وهو يفسر آية من سورة البقرة 154 { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } هذه الآية الكريمة وحكمتها وفقهها وتعليلها أعيدت في ( آيات سورة ال عمران المباركة من 169 إلى 171 ) : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين
عزيزنا محمد بامبا كنت راسخا في سبيل الله ، وكان همك الوحيد نصر الغاية الإلهية فلا مسلك لنا إلا مع الصادقين الذين نلقاهم في الخلود والرحمة الربانية راجين مرضيين والذين لم يلتحقوا بعد واعتدوا بهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.