مع طرد فرنسا من “مالي ” ولكن .. ؟
لا يجب علينا كقُرّاء في الجيوسياسية؛ تحميل كلّ المسؤوليّة على (ايكواس) التي فرضت العقوبات على دولة (مالي) الشقيقة فحسب، بل للحكومة الانتقالية مسؤولية كبيرة في الملفّ ؛ لأنّها خرقت نصوص الاتفاقيات في دستور منظمة ( ايكواس) الذي ينصّ على عدم الترحيب بأيّ تغيير غير دستوري للسّلطة عند دول الأعضاء
فبعد نجاح الجيش في ترحيل حكومة (IBK) أُعطيَ مهلة محدّدة لتنظيم الانتخابات الرئاسيّة، لتعود (مالي)دولة دستورية تسير على خارطة سياسية واضحة ؛ فلماذا طالبت الحكومة الانتقالية بتمديد المدة الانتقالية إلى خمس سنوات أخرى ؟ أعتقد بأنّها ليست مستعدّة للتخلّي عن السلطة مع العلم أنّها تثق الى حدّ بعيد بروسيا كحاضنها السياسي وحليفها الاستراتيجي للانتقال إلى المراحل الأخرى . فكيف ستدير هذه الأزمة مع العلم أنّها لا تملك خططا استراتيجية للتحكّم على الأزمة ، لكونها لم تأت عبر الانتخابات ، بل جاءت فُجأةً عبر الانقلاب العسكري
يجب على الحكومة الانتقالية (الجيش) أن تختار نخبا سياسيّة مثقّفة وواعية لهُم إلمام بالسياسة، وتجري الانتخابات الرئاسيّة فيما بينهم ، مع مراعاة الانتخابات وصيانتها قبل أن تتحكّم عليها المخابرات الفرنسية فتعطي الحكم لعميل له على حين غفلة
الشعب المالي ، أمّا محاولة العراك والاصطدام مع ( ايكواس) بهذا الأسلوب الارتجالي السياسي سيضرّ بالشعب المالي كثيرا ، لا شك أن حلم ( الإنسان الافريقي الحر ) هو طرد فرنسا وعملاءهامن القارة لوضع حد لسيطرتهم على الثروات الطبيعية في إفريقيا مع جشعهم الاقتصادي ؛ لكن المخابرات الفرنسية، تجذّرت بشكل عميق في غرب افريقيا، فلا يمكن مواجهتها إلاّ بخطّة إستراتيجية وخارطة سياسية تتّسم بالحنكة وبإدارة محكّمة تعرض البديل ، أمّا المواجهة بدون أدنى وعي وإدراك بالسياسية فإنتحار سياسي .
السّماوي