Articles

مستشرق يوثق أنساب الأسر الإسلامية الحاكمة

أحمد صالح حلبي

في حديثي اليوم عن المستشرقين ، لا أتناول الحديث عن مستشرق دخل مكة المكرمة تحت غطاء الاسلام كجاسوس ، لدراسة أحوالها الاقتصادية والاجتماعية ، لكني أتوقف أمام المستشرق النمساوي ” زامباور ” ، الذي تناول أنساب الأسر الحاكمة ، وأصدر كتابا يمثل مرجعا تاريخيا في الأنساب الاسلامية .

وزامباور ، هو إدوارد كارل ماكس ريتر فون زامباور ، من مواليد 11 مايو 1866 ، في بودغورزي القريبة من كراكوف ، ثاني أكبر المدن البولندية، الواقعة على نهر فيستلا في منطقة بولندا الصغرى ، وكانت كراكوف واحدة من المراكز الرائدة في الأكاديمية البولندية والثقافية والفنية والحياة ، ومن المراكز الاقتصادية الأكثر أهمية في بولندا.

والتحق بالمدرسة الثانوية العسكرية الأولى في غونز والمدرسة الثانوية العسكرية العليا في مورافيا- فايسكيرشن، كما درس خلال الفترة من عام 1880 إلى عام 1883في أكاديمية تيريز العسكرية في فينر نويشتات ، وفي عام 1886 أصبح ملازماً

وخلال الفترة من 1890 إلى 1893 عمل مدرسًا في مدرسة المشاة كاديت في فيينا ، ثم في عام 1897 درس أكاديمية تيريزيان العسكرية، ونقل في عام 1913 إلى المدرسة الثانوية العسكرية العليا في ماربورغ آن دير دراو.

وتعلم اللغة العربية والتركية والفارسية ، وعين أثناء الحرب العالمية الأولى في منصب المفوض العسكري النمساوي في اسطنبول ورقي إلى عقيد في عام 1917. وتقاعد في عام 1919 .

وعمل زامباور خلال الفترة من 1920 إلى 1925 ، رئيسًا لخدمات الترجمة في لجنة التعويضات، قسم النمسا ، ولم يكن مهتمًا باللغات الشرقية فقط، ولكن أيضًا بالتاريخ وخاصة عملات الشعوب الإسلامية ، في هذا المجال أصبح سلطة معترف بها. لما قدمه من خدمات لعلم النميات الإسلامية ، وعلم النُّمِّيَّات أو علم المسكوكات هو دراسة أو جمع العملات، بما في ذلك القطع النقدية ، والرموز، أوراق النقد المالي، وما يتصل بها من أشياء ، حصل في عام 1928 على ميدالية آرتشر م.

ويعتبر كتابه ( معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي ) ، منذ فجر الإسلام حتى عام 1927 م ، واحدا من الكتب التاريخية الهامة للمهتمين بدراسة التاريخ والآثار الإسلامية، لكونه يتحدث عن الأسر الحاكمة في بلدان العالم الإسلامي ، منذ فجر الإسلام حتى سنة 1927 م ، واعتمد فيه زامباور على أحد أبرز الكتب المرجعية وهو الكامل في التاريخ لابن الأثير وغيره من الكتب المرجعية الهامة ، وصدرت منه نسختان إحداهما بالألمانية والأخرى بالفرنسية ، وقامت جامعة الدول العربية على نقله للعربية فنقله زكي محمد حسن، وطبع في مطبعة جامعة القاهرة .

توفي في 10 أكتوبر 1947 في مدينة غراتس ، التي تعد ثاني أكبر المدن النمساوية بعد العاصمة فيينا، وهي المركز الإداري لولاية ستيريا .

للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى