actualite

مؤتمر قادة الأديان يختتم أعماله في كازخستان..والوزير السعودي آل الشيخ يؤكد على دور القيادات الدينية في تكريس القيم الإنسانية والأخلاقية

نور سلطان –

ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، ممثلا خادم الحرمين الشريفين، كلمة المملكة العربية السعودية في ختام أعمال مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في دورته السابعة، هنأ فيها قيادة جمهورية كازخستان بنجاح أعمال المؤتمر، “الذي يسهم بدور فاعل في بناء الحوار بين الحضارات”.
وأكد معاليه على الدور الكبير والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق القيادات الدينية والروحية في العالم، والتي ظهرت جلية من خلال أعمال المؤتمر المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، مشيرا إلى أنهم مصدر إلهام في ممارسة القيم الإنسانية المشتركة كالرحمة والعدل والبر والإحسان والتعايش للارتقاء بالحاضر، والانطلاق المزهر نحو المستقبل، إضافة إلى أهمية دورهم في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف.
وشدد معالي الوزير على دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، في دعم الجهود الدولية المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإسهامها الفاعل في تعزيز التواصل بين الحضارات، من خلال رسالتها الإسلامية السامية القائمة على السلام والعدل والتسامح والاعتدال، وأهمية تعزيز قيم التعايش بين الأديان والحضارات والشعوب بمكوناتها المختلفة.

من جانبه أوجز رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقايف في كلمته الختامية، الأفكار والمقترحات التي ناقشها المؤتمرون، خاصة تلك التي تهدف إلى تعزيز أواصر الثقة والتعاون في العالم، بدل سياسة القوة ولغة الكراهية اللتان تؤديان إلى الفرقة بين الشعوب وتصدع الدول وتقويض العلاقات الدولية، مشيرا إلى حاجة البشرية الملحة لاستغلال طاقات السلام الكامنة في الأديان، وتوحيد جهود قياداتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار طويل الأمد، ودور الدين في تحقيق المساواة والتغلب على الفوارق الاجتماعية، فضلا عن دوره في تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي والتنمية الروحية والأخلاقية.
وشدد رئيس المؤتمر على ضرورة التمسك بالتطور التكنولوجي المتزامن والمتكامل، حيث يمكن لقادة الأديان المساعدة في التغلب على التناقضات في عالمنا المعاصر وتحقيق الرخاء للإنسانية بأسرها.
وأكد الرئيس قاسم جومارت على أهمية البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، باعتباره وثيقة منهجية تغطي الموضوعات الأساسية، ويمكن الاسترشاد بها من قبل الحكومات والسياسيين والمنظمات الدولية، مشيرا إلى أن المهمة المشتركة التي تقع على عاتق الجميع، تتمثل في تفعيل مبادئ ومواد هذا البيان، والعمل على تطوير نظام عمل مؤتمر قادة الأديان وتعزيزه بحلول عام 2033.

إلى ذلك، شدد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان على أن الإرهاب الديني الزائف والتطرف والراديكالية، والقومية المغطاة بالقداسة ما زالوا يثيرون المخاوف والقلق بشأن الدين، “لذلك شاءت العناية الإلهية أن نلتقي مجدّدًا ونعيد التأكيد على الجوهر الحقيقي للأديان والذي لا غنى عنه”، مؤكدا على ضرورة حماية الذين يرغبون في التعبير بشكل شرعي عن معتقداتهم أينما كانوا، مؤكدا على ضرورة تبني الحوار بين الأديان كونه يشكل مسارا مشتركا نحو السلام، وقد بات حاجة ملحة للبشرية جمعاء.

ودعا ” بابا الفاتيكان” إلى النظر إلى خير الكائن البشري كأولوية تسبق الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية، والمصالح الوطنية وتطوير القدرات العسكرية، محذرا من أن للحروب والأزمات تأثير الدومينو الذي يهدد بتقويض العلاقات الدولية وغياب العدالة والتعايش السلمي.

وفي كلمته الختامية، شدد شيخ الازهر على ان رسالة الأديان لن تبلغ هدفها، ما لم تتحد وتكون قوة تعمل على تنقية الشعور الديني من الضغائن والاحقاد، موضحا أن السبيل إلى ذلك يكمن في توجيه النشاط الديني للأديان المختلفة، نحو خدمة الإنسانية عوضا عن توجيهه نحو تأجيج الصراع بين الأديان والمتدينين، وجمع المعاني الإنسانية السامية في كل دين من الرفق بالبشر والبر بهم دون النظر إلى الفوارق بينهم، مشيرا إلى أنها رسالة الإسلام، بل رسالة الأديان الإلاهية قاطبة، معتبرا أن شفاء البشرية من أمراضها الحديثة وفي مقدمتها مرض العمى عن الحقيقة، لم يعد رهن أي تقدم مادي أو رقي تكنولوجي، بل هو رهن تقدم روحي أخلاقي تمثل فيه الأديان حجر الزاوية.

والجدير بالذكر أن مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، قد اختتم أعمال دورته السابعة في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، بإصدار بيان ختامي ركز على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، التي تضمن السلام والأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، وعلى أهمية الحفاظ على ثراء التنوع الديني والثقافي للحضارة البشريّة، ونبذ أسباب الفرقة ونشوب الاضطرابات والتوترات، وعلى رأسها عدم المساواة بين مكونات المجتمع الواحد والمجتمعات البشرية فيما بينها.
وأدان المؤتمرون التطرف والراديكالية والأعمال الإرهابية، التي من شأنها تقويض السلم العالمي والعيش المشترك، داعين إلى تبني الحوار كمنهج قويم للتقارب ونشر العدالة والتسامح، من خلال تكريس المفاهيم الصحيحة للأديان باختلاف مسمياتها، كونها تحمل في جوهرها القيم الإنسانية والأخلاقية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك بين جميع شعوب الأرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى