Articles

ليلة السابع والعشرين من شهر رجب.. ذكرى تحرير “الأقصى” على يد “صلاح الدين الأيوبي”(رحمه الله) .

بقلم: د. عبد الله لام/ أمير جماعة عباد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

أهل فلسطين هم أولى الناس بالحديث عن تحرير القدس لما كابدوه ويكابدونه في سبيل نصرة المسجد الأقصى، وتأتي هذه الكلمة تذكيرا لي ولبقية أخوتي في العالم الإسلامي وقياما بحق الأخوة والتعاون على البر والتقوى.
كيف تتحرر القدس؟
قال تعالى: ” وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ” فما دام الليل والنهار يتعاقبان والحياة تدافع، فستعود القدس إلى المسلمين.
وبمناسبة ذكرى استعادة القدس في شهر رجب المحرم في القرن السادس الهجري بعد ما يزيد على 90 عاما من الاحتلال، يؤكد التاريخ أن الأيام دول وللشعوب صولات وجولات.
القدس قضية ذات أبعاد مركبة دينية إنسانية حضارية.
و لعل من يقرأ ويتابع ما كتب عن تحرير الأقصى ـ وهو كثير ـ فسيجد ثابتا في كل تلكم الكتابات ألا وهو: تحرير الذات من كل أشكال القهر والهيمنة مادية كانت أو معنوية، ومن هنا تأتي أهمية كيف نحرر ذواتنا، بمعنى آخر كيف نحيا بـ: لا إله إلا الله.
ـ ظلت القدس على مدار التاريخ الإسلامي هَمُّ العظماء من القادة والفاتحين والعلماء في السلم كما في الحرب، وقد حن إليها المسلمون شوقا وزاروها حبا وتعبدا
و لاسترداد القدس لا بد من عمل دؤوب على قدر التحدي والمسؤولية من:
ـ ربط المسلمين بالقدس وإبراز ما قدمته للإنسانية والتنويه بقدسيتها ومكانتها ورمزيتها وأحاديث الوحي عنها لدى أصحاب الحق التاريخي، ولعل انشغال كثير من أبناء الأمة الإسلامية بغير قضاياها الكبرى وعلى رأسها القدس مما يؤخر تحريرها من أيدي الصهاينة، ويستنزف قواها، ويبعثر جهودها.
ـ الإيمان بالوعد الحق والعمل على مقتضاه، تصديقا ببشارات الوحيين من نصرة حزب الله وغلبتهم وتمكينهم وتحقق المنة للمستضعفين؛ ما يرسخ الأمل من أن القدس مهما كاد لها أعداء الإنسانية وخصوم الدين فلن تضيع، ومهما اشتد الظلام فإن الفجر قادم.
فالقدس بتركيبتها الدينية والاجتماعية في ظل الحكم الإسلامي نموذج للمجتمع المتعدد الذي تنشده كل الأنظمة السياسية حيث تندمج فيه كل الأعراق وتتعايش مختلف الديانات، فهي مدينة السلام حقا، محضن القيم الروحية والدينية.
ـ تعزيز الأخوة بين أبناء الأمة الإسلامية، استلهاما من تاريخ الفتوحات المجيدة مع القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة لما التحم أهل المشرق والمغرب لنصرة ونجدة وتحرير الأقصى.
ـ إصلاح الواقع العمراني بإحياء دولة العدل والحق والحكم الرشيد كمقدمة لإصلاح الخلل الاجتماعي والإداري والمؤسساتي، والقضاء على الفساد قدر المستطاع.
ـ الأخذ بالأسباب بما يتوافق مع التطورات الإنسانية و العلمية و تطوير الآليات والتقنيات العسكرية الحربية استئناسا بتجربة القائد صلاح الدين الأيوبي ” القصف بالمجانيق ، الأسطول البحري الأيوبي “.
ـ إنشاء الفريق الدبلوماسي المفاوض المطلع على تفاصيل الأحداث ومجرياتها ومسارها ومآلاتها يقدر ويوازن بين المصالح والمفاسد، ويرصد ويحلل الواقع الدولي وخصوصا مع العالم الغربي صانع وحامي إسرائيل فهما وإدراكا للبعد العالمي وموازين القوى.
ـ تحمل المسؤولية وعدم التنصل منها بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة، فتحرير القدس أمانة على كل مسلم.
ـ ضرب كل العقد ومركبات النقص عرض الحائط والثقة في الله الواحد القهار قال تعالى: ” و لما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت ” .
ـ مواصلة جهود الآخرين وتطوير تجاربهم و تثمين انجازاتهم؛ فمشروع صلاح الدين لتحرير القدس استمرارية لأعمال نور الدين زنكي رحمة الله عليهم أجمعين.
ـ الاهتمام بالنصر في كل مرحلة؛ فقد يكون في مرحلة هو الثبات والصمود، ولن يتأتى ذلك إلا بالتضحية والصبر “….وأن النصر مع الصبر …” و العزم في الأمور ومشاورة أهل الخبرة والفضل.
ـ استثمار كل طاقات المجتمع على تعددها وتوظيفها أحسن توظيف لصالح المعركة الكبرى؛ بإحياء القلب وتنوير العقل وبناء الساعد وشد العضد وتثبيت الأقدام وتسديد الرماية ننتصر على أعدائنا بحول الله وقوته.
ـ الإعداد: التكوين المتعدد الأبعاد
ويمكن هنا العودة لقصة ذي القرنين في سورة الكهف والنماذج القرآنية الأخرى.
ـ تحصين الأطراف تقوية للقلب، مع الأخذ في الحسبان أن معركة تحرير القدس ممتدة في الزمان والمكان.
والله ولي التوفيق.

حرر بتاريخ 15 رجب 1442 هـ الموافق 27 فبراير 2021م.
ـ دكار ـ السنغال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى