لتحقيق التغيير : أولويات يجب التركيز عليها
سودة جوب غِي
قراءنا الأكارم ، استميحكم عذرا لأعيد نشر مقالة كتبتها قبل عشر سنوات في صفحات مجلة الصحوة الاسلامية في عددها السادس بعد الخمسين والصادر في ديسمبر 2014 تحت عنوان :
“لتحقيق التغيير المنشود للبلاد “
(( أولويات يجب التركيز عليها)):
برغم النضج السياسي الذي أصبح سمة للمواطنين السنغاليين ، وعلى الرغم من التداول السياسي الذي عاشته بلدنا مرتين، والمشاريع أو الشعارات التي تفرضها على مسامعنا السلطة السنغالية ليل نهار يظل المواطن السنغالي تائها عاجزا عن تحديد شاطئ الأمان والتطور وسط هذه الأمواج التي تدفعنا ذات يمين حينا وتارة ذات شمال، والسبب في رأيي يعود إلى إهمالنا للأولويات.
_ الأولوية الأولى تبقى هي التركيز على التعليم….
خلق أجواء ملائمة لتعليم وتكوين المواطنين الصغار..رجال وأمهات الغد ، وتربيتهم التربية اللائقة بهم في صغرهم على استشعار وجود الله تعالى في كل ما في هذه الحياة ليترعرعوا على استحضار المراقبة الإلهية لكل ما يؤدون من قول وعمل ، و يكبرون وهم يدركون أن هذه الحياة محطة نتوقف عندها أياما أو شهورا أو سنوات، لأننا سنرحل عنها يوما ما إلى الدار الآخرة لنجد أن كل شيء أحصاه المولى عز وجل في إمام مبين.
فبإعطاء التعليم ما يستحقه من الاهتمام نستطيع أن نضمن لسنغالنا الغالي مواطنين صالحين في المستقبل، ولا شك أن هذا التعليم الجاد الذي تكون التربية المذكورة ركيزته هو الذي يمكّن أولادنا من الإنحراف عن اللهو واللغو والرقص والغناء التي تدفعهم اليها – عبر القنوات التلفزيونية- قوى الشر في هذا البلد، وهي ظاهرة يمكن اعتبارها العدو اللدود لتقدمنا المنشود…
_ وهناك أولوية قل ما تعيرها حكوماتنا الاهتمام اللائق بها وهي الزراعة فلا بدّ من وضع سياسة زراعية واضحة الأهداف تؤدي بنا إلى ضمان الإكتفاء الذاتي في مجال المعيشة، فلا يعقل أن تتطور الدولة دون أن تحقق هذه الامنية للمواطنين،
وأولوية أخرى لا بد من تسليط الضوء عليها وهي الاصلاح الاداري، ففساد الإدارة في بلادنا واضح وضوح الشمس ، نلاحظه على أغلب الإدارات ، ويتلخص في الرشوة، وعدم احترام مواعيد العمل، وغياب الانضباط ، وفي التقصير البالغ في واجب خدمة المراجعين من المواطنين والمقيمين، ولكي نحقق التغيير المطلوب لا مناص من إعادة النظر في بعض المفاهيم الخاطئة والعادات والتقاليد السيئة، والتي ترتكز على حكم وأمثال وطنية منافية لتعاليم ديننا الاسلامي التي تأمرنا بحب الوطن والاهتمام بالممتلكات العامة ، ونبذ الأنانية المفرطة المؤدية الى الأثرة وحب الذات على حساب المصلحة العامة التي بالتركيز عليها فقط نستطيع أن نحقق نجاحا في التغيير ونوفّق في دفع بلادنا نحو التقدم والازدهار.
واليوم ولله الحمد والمنة ومع وصول الحكومة الجديدة بعد عشر سنوات من كتابة هذه المقالة رأينا بوادر الاصلاح تلوح في الافق مع الفتية الذين آمنوا بربهم، فنمد أكف الضراعة الى المولى العلي القدير سائلين له كما قال أصحاب الكهف ( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) وأن يسدد خطاهم ويجعل لهم التيسير والتوفيق في إدارة أمور البلاد والعباد، وأن يحفظهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .