actualite

في حوار أدبي على مستوى نادي السنغال الأدبي د.محمد عبد الله صال : دعم الدول العربية للغة الضاد يجب أن يكون إستراتيجيا..

أجرى الحوار الحسين كان

دكتور محمد بن عبدالله صل خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة-السعودية
قسم الفقه بكلية الشريعة، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة!)
(عنوان رسالة الدكتوراه):
(الفروق الفقهية، بين المسائل الفرعية، في المدونة الكبرى!)
(الخبرات السابقة):
(التدريس في الكلية الإفريقية، بدكار، السنغال)!
الفترة: (2012-2015).
(التدريس في كلية الإعمار)
الفترة: (2012-2015)
(التدريس “بجامعة جُمَيْرَا، في دُبَيْ، “بدولة الإمارات العربية المتحدة”).
الفترة: 215-2018 :

١-المراقب لواقع المستعربين يا دكتور محمد عبد الله يجد فيهم روح الاتكالية، وغياب مفهوم المبادرة، كيف تتأتى لهم هذه الروح.. وما وسائل تفاديها؟
أنا في الحقيقة لا أوافق على هذا التنظير، فالذين يحملون شهادات باللغة العربية، والثقافة الإسلامية، لا أجد فيهم روح الاتكالية، بل وجدتُ فيهم روح المبادرة، وقد زاملتُ بعضهم، أغلبهم الآن، في سوق العمل، بعضهم يشتغل بتربية المواشي، ومنهم الذي يشتغل بالزراعة، وبعضهم يشتغل بالتجارة، وكلها تعد مبادرات من عندهم، وهذه المبادرات قد استفادوها بعد حصولهم على شهاداتهم وإجازاتهم في اللغة العربية والثقافة الإسلامية!.
٢- كيف تقيم دعم الدول العربية لهذه اللغة، وهل هو دعم إستراتيجي، أم ليس كذلك؟
في الحقيقة أرى أن هذا الدعم، دعم سياسي، وكان ينبغي أن يكون دعما استراتيجيا، بحيث يتيح لحملة الشهادات في اللغة العربية والثقافة الإسلامية، يتيح لهم الحصول على شهادات أخرى مهنية، طبعا بعضهم ، حصل على شهادات مهنية، ولكن الغالب إما أن يكون في مجال التدريس، وإما في مجال التقنية، أو في مجال الحاسوب ، وقليل منهم من حصل على شهادات كفاءة في غير ذلك ، مع أنه يوجد من بينهم من حصلوا على شهادات كفاءة في الترجمة إلى العربية، إما من الفرنسية، إلى العربية، وإما من العربية إلى الإنجليزية من العربية ، أو من اللغات الثلاث إلى العربية، ولنا فيهم زملاء نعرفهم في العاصمة، وهم يزاولون هذه المهنة، مضافا إلى ذلك نخبة من أصدقائنا من المفتشين، الذين لديهم شهادات كفاءة في اللغة الفرنسية ، أو غيرها، ولديهم مقدرة متميزة، في الترجمة من العربية إلى الفرنسية، أو منها إلى غيرها، وإن أعمالهم تعتمد لدى كثير من الجهات الرسمية، في الدولة، فهذه تحسب من المبادرات، لدى حملة الشهادات، والإجازات في اللغة العربية، والثقافة الإسلامية، وعايشت كثيرا منهم، وزاملت بعضهم، وأعرف منهم من هاجر إلى الدول الغربية، فرنسا بالذات؛ لإكمال دراساته العليا، واكتساب اللغة من لدن بيئة الناطقين بها، ثم يسر الله لهم العودة إلى الوطن، فهم الآن أساتذة في جامعة شيخ “أنتا جوب”، في قسم اللغة العربية، يخدمون وطنهم الغالي على كل المواطنين أجمعين.
٣- كيف ترى الأجيال الصاعدة من المثقفين باللغة العربية من حيث استخدام لغة الضاد ؟ الجواب عن هذا السؤال في الحقيقة حديث ذو شجون ، ولعل صديقنا فضيلة الدكتور: “محمد سعيد باه، وغيره من المفتشين يعرف ما في هذا المجال أكثر مني، فإن بعض المدرسين الموظفين في المدارس الحكومية يحصل على شهادات الكفاءة في التعليم ، ومنهم لم يتزود بزاد يكفيه في لغة الضاد، وهذا ينسحب، ويؤثر سلبا على تلاميذهم، ولذلك فإن بعض الإخوة الأصدقاء، أي من المفتشين، يلحظون هذا الجانب في كثير من المدرسين، عند تفتيشهم؛ لأجل ترقيتهم، وبعضهم يشكو من النقص، في هذا الجانب، لدى بعض هؤلاء المدرسين.
أسأل الله أن يقوينا، وإياهم، ويعيننا جميعا على إتقان لغة القرآن الكريم، والعلوم الشرعية، وإتقان تعليم ذلك، وما أجمل أن نجمع بين الدراسة على مقاعد القاعات، والدراسة على الحلقات العلمية، لتلقي العلم عن العلماء والشيوخ، وهو المنهح الأقوى، كما أنه وهو المنهج المتبع في مدينة طوبى، وفي غيرها، فإنه بعد تلقين القرآن، وإكماله، يليه التلقي عن المجالس، هذا هو المتبع، في طوبى، وغيرها في السنغال، فيجمع الدارس بين المقاعد في القاعات المدرسية، وبين الحلقات، والجلوس، على البسط، فيما يسمى بالمجالس؛ لتقي الثقافة العربية، والعلوم الشرعية، كالفقه وفق المذهب السائد في الوطن ، وهو مذهب الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، هذا المنهج هو المقدم، في السنغال، وفي غير السنغال، من دول العالم الإسلامي، حتى في بعض الدول التي فيه بعض الأقليات الإسلامية، في عصرنا الحاضر، إلا أنه من المستجدات النافعة، إقامة دورات علمية، في كتاب معين، أو فن خاص، أو موضوع متخصص، لمدة تتسع لذلك الغرض، وتحقق أهداف الدورة، وقد تصحبها منح شهادة المشاركة، أو منح إجازة معينة.
إن هذا الجمع ينبغي أن يستمر حتى يُنَشَّأَ عليه الأجيال، وليتَ هذا كان مع تزويدهم ببعض اللغات التي قد يحتاج إليها الدارس؛ لتبليغ ما يحمل من ثقافة شرعية، ومنها اللغة الرسمية، وكذلك اللغات القومية، فإن لدينا في الوطن الغالي ، لغات قومية عدة، وتعد لغات عريقة، وهي لغات، تشتمل على آداب، وثقافات، وقيم نبيلة، لا يستغني عنها غالبا دارس العلوم الشرعية، والثقافة العربية، فينبغي أن يلم ببعضها، أو ما أمكنه منها ؛ لتبليغ ما تحصل عليه من العلم، ويستثمرها بأمانة وإتقان؛ ولكي يبثه وينشره في توعية المجتمع، وترقية أفراده، بتعاليم ديننا.
وكانت هذه اللغات القومية تكتب بالحرف العربي سابقا، وربما حتى الآن، وحاليا فإن الحرف اللاتيني، يكاد أن يكون راجحا على الحرف العربي، مع أنه يوجد من عباقرة إفريقيا، من أسس حروفا، يقال إنه يمكن أن يكتب بها جميع اللغات في غربي إفريقيا، أعني علامة غينيا كناكري، الذي اخترع تلك الحروف، وكذلك الشيخ عبقري الولوفية في السنغال، رحمه الله، وغفر له، ولوالديه، أعني: (بَايْ (Fallou): فَضل، سيسي، عفا الله تعالى عنه، وغفر له.
٤-على المستوى الدولي كيف تُقَيِّمون دعم الدول العربية لهذه اللغة: وهل دعمهم إستراتيجي؟ أو زاد في تضخم بضاعة كاسدة للمستعربين في ظل عدم تمكنهم من الحصول على تخصصات أخرى في تلك الدول غير علوم العربية والشرعية – بالرغم من أهميتها؟
٥-ما تقييمكم لدور الأجيال الصاعدة من المثقفين بالعربية في استخدام لغة الضاد مجال الأدب والشعر والصحافة والإعلام؟
أما استخدامهم لهذه اللغة فهو فما نُرى راق، ومتميز نوعا ما، ولو وجدوا مجالا رحبا لهم، لخرج منهم أعمال رائعة يسر لها عيون القراء، إلا أن المجال لا يزال عليهم مضيقا في الوطن، لأمر ما، رغم أنه يوجد فيهم أهل تخصص في الصحافة، والإعلام ، تحريرا ونشرا، وإخراجا، تخرجوا في كليات الصحافة، أو في أقسام الإعلام ، في جامعة عربية مرموقة، وفي بيئات عربية أيضا.
بل إن من قدماء المهاجرين إلى البلاد العربية متخصصون في الزراعة، والاقتصاد، والطب، بل أيضا، والطيران، وكانت عاقبة عودتهم: الانخراط في مجال التدريس، إلا قليلا أتيح لهم العمل في مجال الديبلوماسية، في السفارات، أو في القناصل، رغم أنهم قلة، وبعضهم لا يزال مرابطا، في ثغره يخدم الوطن، وبعضهم أحيل إلى التقاعد، ومنهم من قضى نحبه، رحمهم الله تعالى، وحفظ الأحياء منهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى