“فتح باب الحوار منهج رباني ..!!
جبريل لي ” السماوي “
في الملأ الأعلى؛ يأمر الخالق عزّ وجلّ للملائكة ،أن يسجدوا لآدم ؛ (فسجد الملائكة كلّهم أجمعون)( إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين ) الربّ سبحانه وتعالى ليس ظلاّما للعبيد ،وقد حرّم الظلم والغطرسة على نفسه ، فرغم سلطاته، وهيمنته، وكبرياءه وعظمته سبحانه وتعالى ، ليس إلها يدخل الرّعب والذّعر في قلوب عباده، كما هو الحال غالبا في فلسفة “الحاكم والمحكوم ” في عُرف ” المالك والمملوك ” في سياسة ” السلطة المتغطرسة” “والشّعب المضطهد “ولهذا فتح “باب الحوار “وحرية التعبير ” بينه وبين إبليس وبكلّ أريحية.
فرغم أنّه يعرف المبرّر الذي ستستخدمه قوى الظلام “إبليس” ليبرّر عدم السّجود ، إلاّ أنّه تحكّم في الحوار، وأبعد لغة العنف والتوتّر – ليجعل “جوّ النقاش جوّا هادئا” كي تستوعب “أمّة اقرأ ” وكلّ الشعوب ، والحضارات ، التي ستمرّ على التاريخ أنّ هذا الدّين ( الإسلام) عنى عناية قويّة بحرّية التعبير، بحيث أنّه أعطى ألدّ اعدائه حقّ الكلام ، والتعبير عن الرأي منذ أن كان في السّماء – وليفهم الإنسان وجمعيات حقوق الإنسان أنّ هذا الدين يمثّل “العدالة “قبل أن ينزل إلى الأرض . قال الربّ عزّ وجلّ ( ما منعك ألاّ تسجد إذ أمرتك ) الإنصات والإصغاء إلى الخصم فلسفة ربّانية وحضارة إسلاميّة ، في الجدال وأدب التقاش.
أخي العاكف على هذه السطور اعلم أنّ “الأنانية الفكرية” ليست منهجا من مناهج هذا الدّين ، بل هي صفة من صفات العاجزين عن دفاع أطروحاتهم بالعقل والمنطق، فلغة العنف هي أسلوب كلّ الجبّارين الذين مرّوا على صفحات التاريخ، فاقرأ -إن شئت- ملفّ سحرة فرعون ( ما أريكم إلاّ ما أرى ) منتهى الدكتاتورية ومنع “حريات الرأي “.وكبت الذات الانسانية” وسجن عقلية الفرد.
مهما اختلفت مع فرد أو جماعة افتح باب “الرأي والرأي الآخر ” أدبيات الجدال والنقاش “ولا تلجأ إلى لغة العنف والدّمار ، فيرى الخصم فراغك ليستغلّه في صراعك ويكسرك، فتتوتّر وتغيب عنك روح الانضباط فتقترف فاجعة ( الشّتم ، السبّ ، الحديث بعيدا عن العقلانية والمنطق ) وعندها سيضحك عليك التّاريخ كما ضحك على الجبّار “نمرود ” في حواره اللامنهجي ،مع ابراهيم عليه الصلاة والسلام.
السماوي