
أ. فاضل غي
وصلني هذا الكتاب القيم بإهداء من مؤلفه صديقنا الأستاذ الدكتور أحمد التجاني ، فلما تصفحته وجدته سفرا قي غاية الروعة والأهمية ، فالتأليف قي موضوع النظريات النحوية ليس بالشيء الهين والموضوعات التي تطرق إليها الدكتور المؤلف لم تكن سبلها مفروشة بالورود ، بل كانت الطريق صعبة ومعوجة ومع ذلك استطاع المؤلف تذليل الصعاب وتسهيل الصعوبات ليقدم لقراء العربية هذا السفر القيم الجميل
ويقول الدكتور حسن حمزة في تصديره لكتاب ” الإنصاف ” للأستاذ الدكتور أحمد التجاني جالو :” ولا ريب في أن هذا العنوان صدى لعنوان كتاب ” الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريّين والكوفيّين ” لأبي البركات بن الأنباري ( ت،577م ) ولئن كان ابن الأنباري يسعى إلى تقديم آراء هولاء النحويّين الذين يسلكون فيما صار يسمّى بمدرسة البصرة ومدرسة الكوفة ، وإلى تقديم احتجاجاتهم في مسائل الخلاف التي سجّلها وتبلغ إحدى وعشرين ومائة مسألة ، ثم الحكم لهؤلاء أو لأولئك .
فإن لفظ “الإنصاف ” الذي ورد في عنوان كتاب الدكتور أحمد التجاني جالو يوحي بأن ” الأخفش ” قد ظُلم ، وبأن مؤلف الكتاب يريد أن يرفع عنه ما لحق به من حيف ، وفي كتاب الدكتور جالو شحنة عاطفية لا تخفى على ذي بصر ، وإن كان المؤلف لا يعتمد على عاطفته ، بل الأدلّة والبراهين في سبيل إثبات وجهة نظره ، “
ويستمر الدكتور حمزة قائلا في تصديره لكتاب صديقنا الدكتور جالو :” ولعلّ من المفارقة أن يكون الخلاف بين الأخفش وسيبويه قد يكون أدعى إلى إبراز تميّز الأخفش وفرادته ، ولو جرى الدكتور جالو وراء عاطفته لكان أحرى به أن يسلك هذا المسلك ، وأن يبالغ في تصوير وجوه الخلاف بين بين الأخفش وشيخه “
وقال :” ينطلق كتاب “الإنصاف ” من إعادة النظر في إحدى المسلمات في التراث النحويّ العربي قديما ، وعند كثير من الدارسين المعاصرين لهذا التراث “
حضرات القراء لا نريد أن نسهب في تقديمنا لهذا الكتاب الثري بالمعلومات حول اختلاف النحويين حول بعض المسائل وحول آراء المؤلف الدكتور أحمد التجاني جالو في أولئك البصريّين والكوفيّين ..بل ندعوكم إلى السعى للحصول على كتاب ” الإنصاف في النظريّة النحويّة العربيّة ” فهو بكل المقاييس إضافة مهمة في المكتبة العربية السنغالية .