عن صحيح البخاري مفتي الهند يحاضر في ماليزيا
بدأت فعاليات مجلس سماع صحيح البخاري في ماليزيا يوم الأحد الماضي، في حدث تاريخي مميز، حيث يُعتبر البخاري من أرفع الكتب مكانة في تاريخ الأمة الإسلامية. فقد لاقى كتابه “صحيح البخاري” قبولًا واسعًا وثناءً من الأئمة عبر العصور، حتى قال الإمام أحمد بن حنبل: “ما أخرجتْ خراسان مثلَ محمد بن إسماعيل البخاري”. كما أفاض الحافظ الخطيب البغدادي في بيان مكانة البخاري، حيث أبرز تأثيره في مختلف حواضر الإسلام مثل البصرة والحجاز والكوفة وبغداد وخراسان.
وقد أشار الإمامان النووي والطوفي إلى أن تلقيب البخاري ومسلم بـ”إمامي المحدثين” جاء نتيجة لما كان عليه من ورع وزهد واجتهاد في تصحيح الحديث حتى أصبحا مرجعين معتمدين في علم الحديث. وقال الحافظ الترمذي: “لم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل”.
ولم يكن هناك كتاب لدى المسلمين نال ما ناله “صحيح البخاري” من شهرة وتقدير، إذ يُعتبر أصح كتاب بعد القرآن الكريم من حيث نصوص الشريعة، وقد انعقد إجماع الأمة على أن التراجم التي وضعها البخاري تعكس فهمًا عميقًا ودقيقًا لمعاني النصوص، مما جعله مرجعًا معتمدًا لدى العلماء عبر العصور.
جدير بالذكر أن فضيلة الشيخ أبوبكر أحمد، مفتي الديار الهندية، تم اختياره لتدريس “صحيح البخاري” في هذا المجلس المبارك، بحضور كبار العلماء من أنحاء العالم، وذلك تقديرًا لخدماته الطويلة في تدريس ونشر هذا الكتاب لمدة تزيد عن خمسين سنة. ومن أبرز إنجازات فضيلته أن درس “صحيح البخاري” في جامعة مركز الثقافة السنية بالهند، وهو يعد من أكبر وأقدم مجالس “صحيح البخاري” في العالم. وقد تخرج من دروسه آلاف العلماء، ويعقد فضيلته سنويًا جلسة ختم “صحيح البخاري” بحضور كبار الشخصيات العلمية.
وفي هذا السياق، سيقوم مفتي الهند بمحاضرة في مجلس ختم “صحيح البخاري”، الذي سيُعقد من 10 إلى 21 نوفمبر 2024 في مسجد بوترا، بوتراجايا. وسيختتم المجلس بتلاوة الكتاب بالكامل وإتمامه في 21 نوفمبر بعد صلاة العصر، حيث سيتم تتويج المناسبة بحفل ختم “صحيح البخاري”. كما سيتم افتتاح مجلس الختم رسميًا من قبل رئيس وزراء ماليزيا، داتو’ سري أنور إبراهيم، مما سيضفي على الحدث قيمة خاصة ويعزز الروابط الروحية والعلمية بين العلماء والمجتمعات الإسلامية.
يشارك في هذا المجلس أكثر من ألفي عالم من مختلف البلدان، ومن بينهم:
الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي من سوريا
الحبيب الجيلاني من مكة
الأستاذ الدكتور الشيخ جمال فاروق من مصر
الشيخ إسماعيل محمد صادق من أوزبكستان
فضيلة الدكتور الشيخ لقمان، مفتي الولايات الفيدرالية الماليزية
الأستاذ الدكتور الشيخ يسري رشدي السيد جبر الحسني من مصر
الشيخ محمد عوض المنقوش من ليبيا
الحبيب علي زين العابدين الحامد من ماليزيا
الشيخ نور الدين البنجاري من إندونيسيا
الشيخ عصام السبوعي من تونس
ويُعد هذا الحدث خطوة مهمة في تعزيز الفكر العلمي والديني بين مختلف المدارس والمذاهب الإسلامية، ويشكل فرصة للعلماء والطلاب للاطلاع على كنوز الحديث النبوي الشريف وفهمه بعمق.