Articles

عندما تتلاعب العواطف بأرباب الدارات القرآنية في السنغال !

شيخ جه تل ببيس

من الخطأ أن نظن أن جوماي وسنكو يعرفان
كل صغير وكبير من الأحداث الاجتماعية، والمشاكل الجزئية التي يتعرض لها بعض الأفراد في حياتهم اليومية، حتى يمكن لهما التدخل فيها، وإيجاد الحلول العاجلة لها.
بل في الحقيقة ليس الأمر بهذه السهولة، ولو كان الرجلان على ظن البعض بهما لضيعا كثيرا من الوقت في حل هذه المشاكل، ولخرجا عن طورهما الطبيعي، وانحرفا عن مسارهما الصحيح، واختلط الحابل بالنابل، لأن حل النزاعات الاجتماعية، وتسوية الخلافات الأسرية، لا يعد من وظيفة رئيس الجمهورية، ولا يعتبر ضمن اختصاصات رئيس الوزراء، بل هي مهمة من مهام الشرطة والمحاكم، فليس للرجلين أي تأثير مباشر أو غير مباشر فيما يحدث خارج نطاقهما، وما أكثر ما يحدث من القضايا والمشكلات الاجتماعية ولا يشعران بها البتة، لانشغالهما الدائم بعظائم الأمور، والقضايا الكبرى.
ولكن للأسف الشديد هناك من لا يفهمون هذه الحقيقة، وخصوصاً إذا كانت القضية ذات علاقة بالدارات والمدارس القرآنية، حيث تتلاعب بهم العاطفة العمياء، والغيرة اللاوعية، فيذهبون مذاهب بعيدة عن الواقع والمنطق، يحملون المسؤولية كلها على عاتق الرجلين، وهما بريئان..

ومن الجدير بالذكر أن معلمي القرآن مهما بلغ قدرهم وشرفهم لا يمكن أن تعاملهم القوانين مع بقية المواطنين كما يعامل النحوي “المستثنى والمستثنى منه” إنما يوجد هذا في النحو، وقد يوجد في غير النحو، ولكنه لا يوجد في القوانين، فالقانون لا يعرف شيخا ولا إماما ولا سرج دار، ولا أستاذ، لأنه فوق الجميع، والجميع تحته، ولأنه عقد اجتماعي يقيد من حريات جميع أفراد المجتمع، وينظم حياتهم، حتى يعيشوا حياة إنسانية هادئة عادلة تليق بوجودهم وكرامتهم..

أما الذين يسمون أنفسهم (aar daara) ويدافعون عنها بهذا النمط، يريدون في الحقيقة أن تبقى الدارات على التخلف و البدائية اجتماعياً واقتصادياً وإدارياً وبيداغوجيا. وهذا إلى تهميش الإدارات ووأدها أدنى منه إلى حماية الدارات، والدليل أنهم لا يرضون هذه الحالة البائسة البائدة لداراتهم الخاصة، لأن معظمهم يملكون دارات عصرية حديثة متحضرة، إذن فلماذا يرضون للآخرين ما لا يرضونه لأنفسهم ؟

فك الله أسر أخينا في الله وفي القرآن خاصة، وأعاده إلى أهله عاجلا غير آجل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى