عثمان سونكو رجل المرحلة
اكتسحت قائمة حزب باستيف (وطنيون أفارقة السنغال للعمل والأخلاق والأخوة) كل ما في طريقها في الانتخابات التشريعية المبكرة أمس الأحد 17 نوفمبر2024. قد مر إعصار الزعيم التاريخي عثمان سونكو وأكل كل ما في طريقه واستسلم خصومه السياسيين، من داكار إلى زيغينشور؛ من سانت لويس إلى تامباكوندا، وأظهر رئيس باستيف، قوته وتفوقه على جميع السياسيين الجدد والقدماء.
وكما حدث خلال الانتخابات الرئاسية في 24 مارس، أكد عثمانجدارته في إيصال مناصريه إلى سدنة الحكم. وأكد كذلك عمق جذوره في البلاد وخاصة في قلوب الشباب السنغاليين.
انتصار واضح لا تشوبه شائبة، يحمل بصمة شخص واحد فقط. هذا هو عثمان سونكو.
الخطابات اللاذعة والهجمات الشخصية والتشويهات المفرطة منخصومه وخاصة في البيوتات الدينية، لم تؤثر في الناخبين بل قرر الناخبون السنغاليون بمسؤولية كاملة، انتخاب عثمان سونكوالذي يتمتع الآن بالصلاحيات الكاملة لتنفيذ رؤيته للسنغال 2050 “من أجل أمة ذات سيادة وعادلة ومزدهرة ترتكز على قيم قوية”. وبالتالي لن يكون هناك تعايش في البرلمان كما تمنته المعارضة. بل على العكس من ذلك، فإن الشعب، صاحب السيادة، عبر عن ذلك في هذا الاقتراع بأسلوب الاستفتاء لصالح عثمان سونكو.
علاوة على ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن رئيس الوزراء أخذ ثأره بهذه الطريقة على معارضيه، حيث مُنع بغير حق وبكل الوسائل، من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 24 مارس 2024، فقام برعاية الأمين العام لحزب باستيف وأجلسه على الكرسي رئيساً للدولة. حقيقة غير مسبوقة في السنغال، وحتى في أفريقيا، زادت من حدة التعاطف والثقة بعثمان سونكو الذي أثبت أنه ملك وصانع «الملوك».
والآن زدت يقينا أن أبا شعيب هو صانع التاريخ وصانع الرجال، والذي دقق النظر في هذه الانتخابات يجد أن جل الذين تمانتخابهم ما كانوا ليفوزوا إلا بحبل من عثمان. لم أر منهم من يستطيع أن يفوز بأغلبية في مقاطعته، فمثلا عباس فال (مسؤول الحزب في دكار ) ليس هو الذي واجه جاز الابن في دكار بل الزعيم سونكو من لقنه درسا سياسيا سيسجل في صفحات تاريخ . وهذا مثال واحد من عدة أمثلة.
وقد أضاف الرجل إلى المشهد السياسي الوطني نمطا جديدا ونوعا جديدا في ممارسة السياسة، كما قدم إضافات نوعية على مستوى الرؤية التفصيلية المتعلقة بإعادة بناء الدولة وانسجامها مع هوية البلد. أكثر من ذلك جاء بإضافات نوعية في السلوك السياسي فيما يتعلق بصيغ الحملات ومصادر تمويلها والتعامل مع المواطنين، والتركيز على الوعي بدل أساليب تقليدية يلجأ إليها عادة المرشحون.
فعثمان الذي يستمد منهجه من القائد السياسي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، رجل سياسي محنك يجمع بين الايمان العميق بربه سبحانه وتعالى والتوكل عليه بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
سونكو مفكر كبير ذو بصيرة وشجاع، ورئيس متواضع يأكل القديدويرحم الضعفاء.
قد جاوزنا مرحلة التخندق على أساس المواقف والمواقع، فينبغي التخندق على أساس البرامج والرؤى. وقد أصبح السيد سونكويتمتع بأغلبية مؤهلة، فسوف يوصل السنغال إلى بر الأمان بإذن اللهتعالى.
( إلا تنصروه فقد نصره الله)
أبو عبد الكريم حسن عبد الكريم
مفتش التعليم العربي