
شكرا للقيادة السعودية على الحزم في قضية حرق المصحف الشريف في السويد
أ.فاضل غيي
أعلنت الحكومة السويدية أمس اعتذارها للأمة الإسلامية بعد أقل من ٢٤ ساعة من بيان سعودي شديد اللهجة ، والذي أدان السماح بحرق نسخة من المصحف الشريف في السويد هذه الأيام مرة أخرى ،وأعلنت السعودية استعدادها لفتح تحقيق دولي حول هذا الفعل الشنيع ، وليس من شك في أن الحكومة السويدية التي تقاعست عن تقديم الإعتذار إلى مليار وأكثر من نصف المليار مسلم في العالم لا تجهل حجم المملكة وقوة تأثيرها دوليا ، لذلك سارعت بعد البيان السعودي واستعدادها لقيادة فتح تحقيق دولي للوقوف على خلفيات هذه الأعمال الاستفزازية التي تتكرر في السويد وغيرها من الدول الغربية .
ونثمن حقيقة هذا الموقف من مهبط الوحي ، كما نحيي مواقف كل الملوك والرؤساء الذين أدانوا وشجبوا بقوة وبلهجات حاسمة إحراق المصحف الشريف في السويد للمرة الرابعة على التوالي ، ولا شك أن حزم المملكة السعودية وعزمها على أن تقود تحقيقا دوليا بث الرعب في نفس القيادة السويدية ، وتراجعت عن تقاعسها وعدم مبالاتها بفظاعة حرق كتاب الله على مرأى ومسمع من العالم ، وأرجح أن ما قامت به القيادة السعودية في غاية الأهمية ، وقد صارح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الرئيس الأمريكي جو بيدن أثناء زيارته للمملكة قبل أشهر في قضية المثلية الجنسية ، بالثوابت الإسلامية وبتعاليم الدين التي يتمسك به الشعب السعودي ، مؤكدا على أننا في المملكة لن نحيد قيد أنملة عن القيم والتعاليم الإسلامية .
وقد دعت المملكة العربية السعودية إلى اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي هذا اليوم الأحد في جدة للتنديد بحادثة حرق المصحف الشريف وألقى مندوب المملكة في المنطمة كلمة في غاية الصرامة جاء فيها ” في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في كافة أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك في صورة بهية ،وأوقات سعيدة تجسد أروع صور التلاحم والتعاون لما فيه صالح البشرية ، وتنشد السلام والأمان والوئام ” وأضاف الدكتور صالح لن حمد السحيباني ” في هذا الوقت الذي يؤدي فيه ضيوف الرحمن فريضة الحج الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا إليه القرآن الكريم ؛ لتعزيز أواصر التآخي وروابط التعايش مع كافة الأعراق والأجناس ،وأمام بيت مطهر من بيوت الله يستفيق المسلمون على محاولات متكررة بغيضة ، وأفعال متطرفة دنيئة بحماية وتصريح من سلطات دولة تعد متحضرة وللأسف الشديد ، وذلك من خلال حادثة سافرة تستهدف الإسلام ، واستفزاز مشاعر ملايين المسلمين في كافة أنحاء المعمورة ، في أهم وأعظم أصول التشريع الإسلامي ومقدساته عبر استفزازات متكررة ،وللمرة الرابعة على التوالي في الدولة ذاتها ” وقال :” كل هذا تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير الزائفة التي تتعارض مع روح المادتين 19 و20 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،وكذلك تناقض خطة العمل المتفق عليها بالإجماع الدولي وفقا لقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16 /18 التي تكافح التحريض على الكراهية والتمييز على أساس الدين أو المعتقد “
وأنهى المندوب السعودي في منظمة التعاون الإسلامي كلمته بقوله :” من هذا المنطلق تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتلك الأفعال المتكررة الدنيئة ،مؤكدة أن تلك الأعمال لا يمكن قبولها تحت أي مبرر “
وتشدد المملكة في هذا الصدد على ضرورة القيام باتخاذ إجراءات حاسمة من قبل المجتمع الدولي ، ومن لدن منظمتنا العريقة هذه لمنع تكرار هذه الممارسات الخارجة عن القيم الإنسانية ، وأن هذه الأفعال السافرة لن تؤدي إلا لمزيد من التعصب والتطرف ونشر الكراهية والعنف ، وبث الفتن والشرور في وقت أحوج ما تكون فيه الشعوب إلى التعارف والتقارب والوئام .”
ونتمنى الاستمرار في مثل هذه المواقف ، فأعداء الإسلام من الحكومات الأوروبية والغربية عموما لا يستهينون بالوزن الديني والإقتصادي والسياسي لدولة كالمملكة العربية السعودية ، والتاريخ القريب يحدثنا عن مواقف الملك فيصل بن عبد العزيز المشرفة للأمتين العربية والإسلامية والتي دفعت وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر ذات مرة يركع أمامه يستنجد ويستغيث لما استخدم رحمه الله سلاح البترول دفاعا عن القدس الشريف والمسجد الأقصى مسرى النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم.
وواضح أن مكانة السعودية الإسلامية والدولية تحتم عليها التصدي لمحاولات تشويه صورة الإسلام والنيل من رموزه ومقدساته التي تنامت مؤخرا في عدد من الدول الغربية .