رسالة مفتوحة إلى معالي رئيس وزراء السنغال

سليمان غاجاغا

سيدي رئيس الوزراء،

بإحساس عميق من الامتنان والتقدير، أود أن أعبر لكم عن خالص شكري وامتناني لحضوركم وقيادتكم خلال المسيرة التاريخية التي نظمت دعماً لدولة فلسطين. لقد شكل هذا الحدث نقطة تحول حاسمة في نضالنا من أجل العدالة وكرامة الشعب الفلسطيني، وحضوركم يشهد على التزامكم الثابت بالقيم الإنسانية للتضامن والسلام واحترام حقوق الإنسان.

القضية الفلسطينية، التي عانت لفترة طويلة من الظلم والاضطهاد، تجد في موقفكم دعماً لا يقدر بثمن، حيث يعيد الأمل لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. إن قراركم بالمشاركة في المسيرة إلى جانب المواطنين من جميع الجهات والأديان والآراء السياسية المتنوعة إشارة قوية يتردد صداها إلى ما هو أبعد من حدودنا، مما يؤكد موقف بلادنا الراسخ في دعم السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. ومن خلال توحيد خطاكم مع الآخرين، عززتم قناعتنا بأن التضامن الدولي ضروري لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرتكم لا تعزز فقط مكانة السنغال على الساحة الدولية، ولا سيما في لجنة الأمم المتحدة للدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف، ولكنها تؤكد أيضًا الدور الذي كان ومازال تلعبه بلادنا في هذه القضية مع الرؤساء السنغاليين السابقين، الذين كانوا يدافعون باستمرار عن حقوق الشعب الفلسطيني.

السيد رئيس الوزراء، لم يقتصر موقفكم على مجرد لفتة رمزية من خلال كلمتكم، بل ذكرتم الجميع بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة سياسة خارجية، إنما هي مسألة ضمير أخلاقي وعدالة شاملة.

بالإضافة إلى ذلك، نحيي حقيقة انضمامكم إلينا في هذا النضال، رغم التهديدات المحتملة التي قد تصدر عن القوى الداعمة لإسرائيل. من المهم، التأكيد على أن الشعب السنغالي يفضل التمسك بموقفه المبدئي بفخر بدلاً من الانصياع للضغوط أو السعي وراء مصالح اقتصادية أو سياسية. إن التزامنا بالعدالة وحقوق الإنسان يتجاوز كل الاعتبارات المادية، ونحن مصممون على الوقوف بجانب الإنصاف بغض النظر عن الضغوط الخارجية.

في الختام، نطالب رئيس الجمهورية بتحمل مسؤولياته وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، تماشياً مع المبادئ العدلية التي دافع عنها شعبنا. كما نطلب منكم، السيد رئيس الوزراء، التأكد من أن هذه المبادرة لا تظل مجرد بروتوكول، بل تتبعها إجراءات ملموسة تعكس التزامنا بالقضية الفلسطينية في شكل إجراءات ملموسة ودائمة.

تفضلوا منا، سيدي رئيس الوزراء، بقبول فائق الاحترام والتقدير.

د. سليمان غاجغا
رئيس حركة المستعربين بالسنغال