
رئيس أساقفة داكار الجديد يرسم ملامح كنيسة سنودسية ومنخرطة في قضايا المجتمع
بعد أسبوع من تسلّمه درع “الباليوم” من يد البابا ليون الرابع عشر، أصدر رئيس أساقفة داكار، المطران أندريه غي، في 5 يوليو 2025، رسالته الرعوية الأولى منذ تولّيه رئاسة الأبرشية. وتُعدّ هذه الرسالة، التي تميزت بكثافة محتواها، بمثابة انطلاقة لمسيرته الأسقفية في داكار، تحت عنوان السنودسية، والاستقلال الكنسي، والانخراط في العدالة الاجتماعية.
وكان المطران أندريه غي قد شغل منصب أسقف مدينة تييس لمدة اثني عشر عامًا، قبل أن يُعيَّن في مايو الماضي خلفًا للمطران بنجامين نداي. ومنذ السطور الأولى من رسالته، يوجّه تحية تقدير لسلفه، مؤكدًا عزمه على “تعزيز المكتسبات” و”إضفاء لمساته الخاصة” على العمل الرعوي.
وفي هذه الوثيقة التي كتبها من روما، يُبرز المطران غي رمزية درع “الباليوم”، باعتباره علامة اتحاد مع الكرسي الرسولي، ودليلًا على الالتزام الكلي بخدمة الكنيسة. وتقوم رؤيته الرعوية على مبدأ “السنودسية” (المسار المشترك)، والذي يُقدّمه كأسلوب حياة كنسية يجب أن يتجسد على جميع المستويات.
وفي هذا السياق، أعلن عن إنشاء فريق عمل متعدد الاختصاصات، ستكون مهمته إعداد التوجيهات الرعوية للفترة 2025–2028، بروح من المسؤولية المشتركة والإصغاء إلى “شعب الله”.
وبالاستناد إلى أعمال الجمعية العامة الخامسة لمؤتمر الأساقفة الإقليمي لدول غرب إفريقيا (CERAO)، والتي انعقدت في داكار خلال شهر مايو، يبني المطران غي رؤيته على ثلاثة أعمدة: السنودسية، والاستقلال، وتعزيز العدالة والسلام. وشدد على ضرورة أن تكون الكنيسة المحلية مستقلّة، على المستويات المالية والبشرية والروحية والفكرية.
وانطلاقًا من التقليد المسيحي العميق الذي يتميز به أبرشيته، أقر المطران أندريه غي بما وصفه بـ”التحديات الرعوية الكبيرة” التي تميّز العمل في أبرشية داكار، بوصفها من أكثر الأبرشيات تعقيدًا ومطالبًا في البلاد. كما دعا إلى كنيسة متجذّرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، تنصت لواقع العمال والفلاحين والشباب، وتكون في قلب تطلعاتهم وهمومهم