Articles

دور العلامة محمد فودي جابي1901 – 1980 في خدمة العلوم الشرعية ،تعليما وتأليفا وإفتاء


بقلم / محمود دافي

ذكرنا في المقال السابق أنّ العلامة الشيخ محمد فودي جابي ظاهرة علميّة وأدبيّة تخطّت شهرته الحدود، وأنّ تحصيله الجاد صيّره عالما دقيقا في أبحاثه ومتنوّعًا في مشاربه وسخيًّا في عطائه العلمي، ولا غرابة في ذلك، فقد بدت علائم النجابة فيه منذ نعومة أظفاره، وكان ينهل ويعب من معين العلوم الشرعيّة واللغويّة حتى وصل إلى المرحلة الفودويّة التي تعدّ آخرمرحلة علميّة في المجالس المنديكيّة، ومن ثَمّ باع الشيخ نفسه في خدمة هذا الدين ومجتمعه وأمته فربح بيعه، ونشر تعاليمه الإسلامية تعليمًا وتأليفًا وإفتاءً، وقد تعالت الأصوات في الأجواء العلميّة في كاسماس وغامبيا وبيساو بجهوده وعطائه الغنيّ المتنوّع في خدمة العلوم الإسلاميّة، وفي هذا المقال سنقف وقفة لتسليط الضوء على أدوار هذا العالم الربّانيّ في خدمة العلوم الإسلامية تعليمًا وتأليفًا وإفتاءً.

وبالرجوع إلى الحياة العلميّة التي شهدتها أراضي كاسماس وخاصة في القرن التاسع عشروالعشرين الميلاديين، نجد ثلّة مباركة من العلماء كان لهم أدوار طلائعيّة في نشر العلوم الإسلاميّة تعليمًا وتأليفًا وإفتاءً، والعلامة محمد فودي من خيرة هؤلاء العلماء الذين اتّخذوا مجال التربية والتعليم ساحتهم الفيحاء التي أنفقوا في حقولها الخضراء الغالي والنفيس لنشر العلوم الإسلامية التي هي المعوّل عليها لفهم الوحيين، وقد اتخذت هذه الخدمة مساراتٍ ثلاثةً:
ـ تعليم العلوم الإسلامية في مجلسه
ـ التأليف في العلوم الشرعية عقيدة وفقها وتصوفا
ـ الإفتاء

1ـ تعليم علوم الشريعة في مجلسه: كان مجلس الشيخ محمد فودي في مَرْسَاسُ قلعة علميّة وتربويّة يلتحق إليها طلاب العلم من كل حدب وصوب، بُغية الجثّوّ بين يديه للنهل من معين علمه الصافي، وقد تربّع فيها معلمًا ومربّيًا ينشرالعلم ويتدرّج بطلابه في هضم كتب العلوم الإسلامية المقررة في المجالس يومئذ، وكانت عمليّة التدريس في مجلسه ممنهجًا ومقننًا كبقيّة المجالس العلميّة في البلاد؛ إذ إن الطالب يبدأ دراسته بالقرآن الكريم بعد تخطّيه مرحلة التهجّي، ثم يتدرّج في دراسة العلوم الشرعيّة والعلوم اللغويّة، ففي مجال الفقه المالكي مثلا: يبدأ بالأخضري ثم العشماوي والمقدمة العزيّة ثم متن أسهل المسالك وشرحه مصباح السالك والرسالة لابن أبي زيد القيرواني، ومرشد المعين لابن عاشر ومقدمة ابن رشد، تحفة الأحكام في نكت العقود والأحكام لأبي بكر بن عاصم الغرناطي، ثم مختصر الخليل…وأبواب التدريس في مجلسه مفتوحة على مصراعيها، فهو كان يدرّس طلابه في الحل والترحال إذا رافقوه، ولم يكن اهتمامه منصبًا على تدريس الفقه المالكي فحسب، بل كان يدرّس العقيدة أيضا والتصوف والتفسير والسيرة وعلوم اللغة.. وينضاف إلى المقررات المذكورة بعضٌ من مؤلفاته في الفقه والعقيدة والتصوف مثل منظومة: ـ”إتحاف الضياء في حكم البناء والقضاء” التي يقول فيها:
حكم البِناء والقضاء فافهما وما به يُعمل في جمعِهما
أمّا البِناء ففوت شيء بعدما نِلت مع الإمام ما تقدّما

فبعدما عرّف لنا البِناء، شرع في بيان شروطه والمسائل المتعلّقة به مشفوعًا بضرب الأمثلة التوضيحية التقريبيّة إلى أذهان الناشئة، وقدعالجها معالجة تُظهر عبقريتَه الفقهية الرائعة، ثم انتقل إلى تعريف القضاء وبيان مسائله يقول فيه:
…………. وأما ذو القضاء فمُدرك البعض وبعضٌ قد مضى
كمن تفوته من الرباعيَة أولاها ثم نال منها الباقية
فإنه إذا الإمام سلّما بغير تكبير يصير قائما
يأتي بها بالسورة والأمِّ مساويا مسلّما بالحتم
ـ إتحاف البُغية في حكم الصلاة ومسائل الجمعة
ـ تبليغ الأمانة في التحذير من منع الزكاة ومن معاملة الربا والتعاون في التجارة
ـ نصيحة الحجاج ممن يريدون السير على المنهاج
ـ الأدلة المغنية في مهمات مسائل الأقضية
ـ نصيحة الإخوان فيما تحصل به مرضاة الرحمن
ـ فيض القدوس في وصف طريق الحق المهذب للنفوس. هذه المنظومة يدور رحاها في علم التصوف.
ـ تحفة الصبيان في التنبيه على عقائد الإيمان. هذا في مجال العقيدة
ومن خلال هذه النقاط يتبلورلنا أن الشيخ بذل جهودًا مضنية لخدمة علوم الشريعة ونشرها في منطقة كاسماس وما جاورها من خلال التدريس، إذ عكف في مجلسه ردَحًا من الزمن يدرّس مقررات علوم الشريعة في المجالس العلمية قديمًا، بل أضاف إليها معرفته الفريدة التي شكّلت أسسًا علميّةً وثقافيّةً أسهمت في الازدهار الفكري والثقافي والفقهي لطلابه، والتي مكّنتهم من فهم تأثير التراث العلمي الإسلامي في بناء الحضارة الإنسانيّة في العالم الإسلامي خاصّة والعالم أجمع، وقد تركت جهوده المبذولة في خدمة علوم الشريعة الإسلامية في مجلسه ثمارا يانعة؛ حيث خرّج مجلسُه علماء وفقهاء في المنطقة، أسّسوا مجالسهم وأسهموا أيضًا في خدمة هذه العلوم ونشرها بين فئات المجتمع جرّاء ما تلقوه من علوم ومعارف دينية على يديه، فرحمة الله عليهم جميعا رحمة واسعة.
2ـ دوره في خدمة علوم الشريعة تأليفا وإفتاء: لم يكتف العلامة محمد فودي جابي بخدمة علوم الشريعة تعليمًا فحسب، بل أضاف في علوم الشريعة كسبَه وإبداعاتِه، حيث اعتنى بالكتابة والتصنيف لتقييد علوم الشريعة وتدوينها، حتى خلّف للأجيال تراثا ضخما نفيسا لم يبرح روّاد المعرفة في المنطقة يكرعون من حياضه ويرتشفون من ينابيعه، وقد اتّخذت إبداعاته في خدمة علوم الشريعة مناحيَ عدةً ومن أبرزها:
1ـ العقيدة ـ التوحيد ـ : لمّا كان علم التوحيد أشرف العلوم لكونه متعلقا بذات لله تعالى أولا، اهتم الشيخ بهذا العلم فألّف فيه رسائل منها:
ـ تحفة الصبيان في التنبيه على عقائد الإيمان، التي يقول في مطلعها ” هذه تحفة الصبيان في التنبيه على عقائد الإيمان، حررتها مجرّدة عن الأدلة والبراهين ليسهل عليهم حفظ الست والستين من العقائد ومعرفة كيفية اندارجها تحت كلمتي الشهادة”
ويواصل قائلًا: ” واعلم أنّ الصفات العشرين الواجبات لله تعالى هي: الوجود والقدم والبقاء والمخالفة للحوادث والقيام بالنفس والوحدانية والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وكونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما.. ” وقسم هذه الواجبات على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: يسمى صفة نفسية وهي الوجود
القسم الثاني : يسمى صفات السَلوب وهي خمس منها المخالفة للحوادث…..
القسم الثالث: يسمى صفات المعاني وهي سبع منها: القدرة ……..
ثم تطرّق إلى المستحيلات في حقه تبارك وتعالى والجائز في حقه تعالى، والواجب في حق الرسل عليهم السلام، والمستحيل عنهم والجائز في حقهم
2ـ الفقه: إن المتصفّح لمؤلفات العلامة الشيخ محمد فودي جابي يجد أنّ الكتابة في الفقه أخذت حيزًا كبيرًا من نشاطه التأليفي، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى رؤيته أنّ الفقه الإسلامي من أهمّ العلوم الدينيّة المهمّة الذي ينبغي الاعتناء به، إذ بواسطته يعرف المسلم أحكام الإسلام وفهم شرائعه في حياته اليوميّة الدينيّة والدنيويّة، ونظرًا لهذا، شمّرالشيخ ساعد الجد لإصدارمؤلفاتٍ عديدةٍ في فقه المذهب المالكي، ذلك المذهب الذي حظي بعناية كبيرة من قبل علماء غرب إفريقيا وبالأخص علماء سينغامبيا، إذ قاموا بنشره وإحيائه وفكّ مسائل بعض كتبه، وشرح مغلقاته نظمًا ونثرًا، فقد مثّل هذا المذهب الفقهي قديمًا الرصيد الفكري والعلمي لحياة الأجداد الدينيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، وشكّل غياب المذاهب الفقهيّة الأخرى في بلادنا وحدة مذهبيّة فقهيّة، عصَمتهم من الحروب المذهبيّة الفقهيّة التي نشب لهيبُها في المغرب الأقصى والأندلس تحديدًا، ومن مؤلفات الشيخ في الفقه المالكي:
ـ نصيحة الإخوان فيما تحصل به مرضاة الرحمن
ـ إتحاف الدراية فيما يلزم الإمام والمأموم من صلاة
ـ إتحاف الضياء في حكم البناء والقضاء
ـ الجوهر المنظَّم، وهو نظم مختصر الأخضري في العبادات
ـ فتح الجليل المالك على تنبيه السالك
ـ الأجوبة المُرضية عن الأسئلة المقصودة، وهي تتمحور حول الفتاوى التي وردت إليه وقت سفره الأول إلى الحج، إضافة إلى بعض الأجوبة المتعلقة بالمسائل العلمية والنوازل الفقهية التي سُئل عنها في أيامه.
3ـ السيرة: باعتبارسيرة النبي عليه الصلاة والسلام مرجعًا خصبًا لفهم الإسلام، وتطبيقا حيًّا للتعاليم الدينية، توالت كتابات شيوخنا في سيرته العطرة تعبيرًا عن مكانته في النفوس، وحبًّا في معايشة حياته الرائعة العطرة، ورغبةً في الإسهام بتقديم سيرة هذا الرجل العظيم الذي لا يُشركه رجل آخرفي صفاته، ولا يدانيه في مناقبه الفضلى، وقد أبلى الشيخ محمد فودي بلاءً حسنًا في رفع اللثام عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام؛ إذ ألَف لنا كتابًا في سيرته أسماه ب” موارد الصفاء في سيرة النبي المصطفى” كما ترك لنا ألفيّةً غراء في سيرته العطرة أسماها:” عِقد الجُمان في سيرة خير بني عدنان” يقول في المقدمة:
الحمد لله مَن بالمصطفى العَلَمِ شرَّفَنا وحبانا أوفر القِسَم
وقادنا للهدى فضلا وميّزنا بالإنتماء له عن سائر الأمم
ثم الصلاة وتسليمٌ يدوم على نور الورى كاشفِ الأوهام والظُلَمِ
والآل والصحبِ أهل الفضل من بهمُ تبينتْ سيرةُ المختار ذي القيم
وبعدُ فالعلمُ ياصاحي بسيرة من ساد الورى من فروض الدين بالهِمم
وقدتكاتر فيها النظمُ يحسنُه أهل النُهى قبلنا من كلِّ محتكِم
لاكنها بين ذي طولٍ يُمَلّ به وذي اختصار بجُلِّ القصد لم يقمِ
فهاك في علمها منظومةً جمعت خُلاصة العلم في ذا الفنّ بالحكم
أبوابها خمسة تأتي مرتبّةً في كلّ بابٍ فصولٌ فادر تغتنم
ألفيّةٌ بضروب الحُسن فائقةٌ جميع ما كان للماضين من نُظُم
لاكنهم قادتي بالسبق يرحمهم ربّي ويجزيهمُ عن أمة الكرَمِ
والله أسأله الإخلاص في عملي والنفع فيه بجاه الفاتح الختم
صلّى وسلّم مولاه عليه بما يُرضيه مع آله الأطهار والحشم
الباب الأول يتكوّن من ثلاثة فصول، الفصل الأول في نسبه الشريف عليه الصلاة والسلام مطلعه:
آباؤه صلوات الله دائبةً عليه غرٌّ سمَوا من نوره العمِم
الفصل الثاني: في ذكرأمهاته وأجداده من جهة أمه، الفصل الثالث في ذكر مبدأ زمزم وحفرعبد المطلب له بعد انسداده وما يتعلق بذلك وهكذا دواليك في الأبواب الأخرى
4ـ التصوف السُني: باعتبارالتصوّف السُني المعني بتزكية النفس وتطهيرها من رعونات النفس مصدرَإلهام يستمد منه رجالُ الدعوة والفكروالإصلاح في بلادنا القوةَ المعنويّة والماديّة التي تمكّنهم من تعزيزالذات والذبّ عن الهويّة الإسلاميّة كما عبّربه أستاذنا الدكتورأحمد مختارلوح، اعتنى العلامة محمد فودي بخدمته وضبطه ليكون منهجه وتعليماته بعيدة من الاستنتاجات الفلسفية الغارقة في الغموض، ومن ممارسات الجهال الذين أدخلوا التصوّف في قفص الاتهام، ومن مؤلفاته في التصوف منظومته المسماة ب “فيض القدوس في وصف طريق الحق المهذب للنفوس” ففي هذه المنظومة بيّن مرتكزات التصوف السنّي وأسسه المتمثلة بمعرفة عقائد الإيمان، ومعرفة الأحكام الفقهية، والعمل بمقتضى العلم، والإخلاص في العمل… كما بين أخلاق المتصوفين قائلا:
أكرم بأعلام دين الله قادتِنا يجزيهمُ الله عنّا كلّ خيرات
أكرم بهم قادةً فينا طريقهمُ طريقةُ المصطفى خيرِ البريّات
صلّى وسلّم مولاه عليه ومنـ هُ في الورى اقتبسوا نورَ الوِلاياتِ
وأوْرثُوا منهُ أخلاقا مطهّرة بها حووا في المعالي كل غايات
وقد حكى شيخنا الشعراني أكثرها لكلّ حِبٍّ من أهلِ العصر والآتي
منها التمسك حقّا بالكتاب وما سنّ الرسول وإجماع الأئمات
ولم يروموا سوى بعد التبحّرفي علم الشريعة إرشاد البريّات
ووزن أفعالهم والقول أجمعِها دأبا بميزانها المُبدي المساوات
فالتصوف السنّي يرتكزعلى تعليمات الكتاب والسنة وإجماع الأمة كما بيّنه في هذه الأبيات، ورحم الله ابن الجوزي حين قال:
ليس التصوفُ لُبس الصوف تَرقعه ولا بكاؤُك إنّ غنّى المغنّونا
ولارقصٌ ولا طربٌ ولا صريخٌ كأن قد صرتَ مجنونا
بل التصوّف أن تصفو بلا كدرٍ وتتبع القرآن والعلم والدينا
وأنّ تُرى خاشعًا لله مُكتئبًا على ذنوبك طول الدهر محزونا
ونظرًا لهذه المرجعيّة الدينيّة الرشيدة التي يرتكز عليها التصوّف السُنّي للارتقاء بالإنسان نحو الصفاء الروحي، فإنّ أقوالهم وأفعالهم توزن بميزن الكتاب والسنة، فإنّ خالفت الكتاب والسنة فلا طاعة لهم وفي ذلك يقول الشيخ:
وأنّهم حذّروا أن يقتدى بهمُ إن خالفوا النهج في فعل لهم آت
لخوف إثمٍ بذاك الأمرِ يلحقهمْ كما أتانا به أهل الروايات

وبما أنّ الزعيم الروحي في الفكر الصوفي هو القلب النابض الذي يُمِدّ المريد بالطمأنية حين تضطرب روحه في صخب الحياة، وهو النبراس الذي يضيء الطريق لطلابه حين يعمهم الظلام، لا ينبغي أنّ يتصدّر هذه الزعامة الروحية أولئك الذين ليس لهم دراية بالشريعة الإسلامية أصولها وفروعها، وقد بيّن الشيخ مواصفات الزعيم الروحي في قوله:
ومن يرد سيرها يلقي القيادَ إلى شيخ بصير يقي سبل الضلالات
برّ كريم رشيد قد تبحّر في علم الشريعة مع علم الحقيقات
يدري الطريق ويورد المريد بلا ريب موارد تُروي بالهدايات
حتّى يؤمّن في تلك المخاوف من سُمّ الأفاعي وإضلال المُضلّات

لكن بالنظرإلى الساحة نرى أحيانًا أنّ هذه الزعامة الروحيّة يتولاها بعضٌ بضاعتهم في علوم الدين الإسلامي مزجاة، حوّلوا هذه المشخية الدينيّة إلى مراتعَ لكسب الجاه والتعلّق بالشطحات والخزعبلات، وتربية الأتباع على ثقافة الاتّكاليّة والانتهازيّة والانفلات من قيود الشرع، وتبنّي خطابات تقوم على تضخيم الذات وزرع ثقافة الخمول، ولا شكّ أنّ هذه الممارسات التي نراها من هنا وهناك من بعض أدعياء التصوّف، بعيدةٌ كلّ البعد عن التصوّف المنضبط بالعلوم الشرعيّة أصولها وفروعها، وأنّ المشيخة الروحيّة التي وضّح الشيخ معالمَها من خلال كتاباته ليست صناعة يؤمّها كل من هبّ ودبّ من المتعالمين المجترئين، الذين يجعلونها سوقا رائجًا ومنفذا رخيصًا لعالم الشهرة الدنيويّة كما نرى في أيامنا، لكنها مسؤوليّة دينيّة قوامُها العلم والصلاح والتربية والتقيّد بالشريعة أصولًا وفروعًا، وحمايةُ حرمة الدين وقداسة تعاليمه ونصاعتها، ودعوة الأتباع إلى الدين والحفاظ عليهم من الانفلات والتسيب والغلوّ وصيانة أفكارهم من آفات المضلين.

الخاتمة: بعد هذه الجولة السريعة تبيّن لنا من خلال هذا العرض المقتضب أنّ العلامة محمد فودي جابي قد قدّم إسهامات جُلّى في خدمة علوم الشريعة تعليمًا وتأليفًا وإفتاءً، وأنّ هذه الإسهامات أضافت في المكتبات الإسلامية الإفريقية كنوزًا علميةً نفيسةً راقيةً أسهمت في ازدهار علوم الشريعة وانتشارها في ربوع البلاد، جزى الله الشيخ العلامة محمد فودي خيرًا على ما قدّمه للإسلام والمسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى