
حياة العفاف والطهر!
أ.نغانج سيك أبو زينب
إنّ مما يعين العبد على الثبات في طريق الحق، أن يديم النظر في سير الأنبياء والصالحين، وأن يعرف أنّ هذا الطريق الذي سلكه ليس هو أوّل داخل فيه، لقد سلكه قبله أناس صالحون لاقوا فيه ما لاقوا فصبروا واحتسبوا فكان النصر والتوفيق نهاية الطريق، وهكذا يجزي الله السالكين في كل وقت وحين!
لنرجع الذاكرة إلى أيام العفة والطهر، يوم نعي وندرك أن الله لن ينصر هذه الأمة بعددها ولا بعُدَدها يومئذ نكون قد سلكنا الطريق الصحيح لحياة العزة والسيادة التي حكاها التاريخ لأسلافنا، أمة طهرت في مشاعرها ومقاصدها وزكت في أعمالها وتوجّهاتها يكون لها التمكين في الأرض.
اسمحوا لي أن نعرض صفحات القرآن المجيد لنقف على هذه الحقيقة سويا, دار الزمان دورته, فجمع الله موسى عليه السلام وبنت شعيب في مكان واحد، هذه تسقي غنما لأبيه، وذاك هارب يخاف أن يقتل بعد أن قتل من القبطيين نفسا خطأ.
المهم سقى لهما ثم تولى إلى الظلّ وقال ربّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير، فجاءته إحداهما تمشي على استحياء، ولك أن تضع تحت كلمة على استحياء خطوطا.
ليس جمال المرأة وما يجذب الرجال إليها في ثوبها أو نعلها أو عطرها، فهذه تخدع من لا تمييز له، وزن المرأة عند الصالحين ليس في ثقل جسمها وأناقة لونها ولمعان شعرها، وطول جيدها، وحور عينيها، ورشاقة بدنها، هذه كلها أشكال إذا طال عليها الليل والنهار تغيّرت.
اسمع إلى القرآن لتدرك الجمال على حقيقته : وجاءته إحداهما تمشي على استحياء، لو وضعنا هذا المعيار في هذا العصر لاختيار ملكة الجمال لوضعنا عليه نصيب الأسد في درجات التقييم ، ولشجّعنا النساء على حياة فيها العفاف، وفيها السلامة.
لما كانت المرأة تسقي الغنم لأبيها وتمشي على استحياء كان مهرها ثماني حجج يقضيها الرجل في أشدّ الأعمال وأشقّها، قالت إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، رأت بنت شعيب من موسى عليه السلام قوة وأمانة، وتحركت مشاعرها نحو أخلاقه، أحبت وكتمت وأومأت وأشارت و قالت لأبيها يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، مباشرة فهم الوالد من ابنته العفيفة ما تتحرك في داخلها من انجذاب نحو أخلاق الرجال، وتوفيق الاختيار, واللبيب بالإشارة يفهم.
أحبّت بنت شعيب أن يكون موسى قريبا من عينيها، لتراقبه عن كثب ويصبح زوجا لها إن كتب الله لهما التوفيق, وذلك لما رأت فيه من قوة وأمانة، وكزة من موسى ترديك قتيلا وحمله للأثقال يلفت الأنظار , المرأة تتمتع من أمانة الرجل وأخلاقه أكثر مما تتمتع من ماله وجاهه.
Its excellent as your other posts : D, regards for putting up. “The present is the necessary product of all the past, the necessary cause of all the future.” by Robert Green Ingersoll.