حديث في الشعر…وأدب الشاعر والسامع..
د. زهير سالم
(قليل من التشجيع ينفع..ولا يضر)
أتحفني عزيز هذا الصباح
بقصيدة جميلة لإحدى بناتنا، فيها أدب وفن وشعر جميل، وتعبير جميل على أعتاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجيد الارتقاء والالقاء..
كنت أود عندما تكون المتحدثة بنتا من بناتنا أو أختا من أخواتنا أن تكون الصفوف التي تليها، من بنات جنسها..
ليست جنسوية هذه بل محاولة للاندماج بين الملقي والمتلقي حتى تكون جسر العبور أيسر..
وأنا إنسان مدمن شعر، ولا يهزني منه إلا أرقاه..
وقد هزتني هذه البنيّة الجميلة بشِعْرِها من تحت برقعها حتى أبكتني مرة بعد مرة بعد مرة…
في محطات مرت بها الشاعرة المبدعة
كانت بحاجة إلى التشجيع، ومن معاني التشجيع، أن الشاعر يعيد البيت الجميل الذي وقف عنده.
ومن وسائل التشجيع التصفيق..
يصفق الشهود، يتوقف الشاعر ثم يستعيد القمة التي ارتقاها..
لست فقيها لأربط بين حكم التصدية في الصلاة عند البيت الحرام، وبين حكم التصفيق..
عُلمنا أن التصفيق لا يجوز. حتى صرنا إذا صعد أخ من إخواننا المنبر، في سوق من أسواق المنافرات؛ ننحاشى التصفيق له. في مجلس الانشاد عندما يستبد بنا الحال، كنا نضرب ببطن كف على ظهر يد..كلنا قد تعلم هذا..
وأعود كانت تلك الشاعرة المجيدة، وتلك القصيدة المكللة تحتاج إلى وقفات تشجيع..وكانت وقفات التشجيع صرورية، يرتاح فيها الشاعر، يمتلئ أكثر بالثقة بنفسه وبجمهوره..
وما أجملنا ونحن ننادي: جود .. جود يا أبا الجود!!
فإما أن نتوافق على أساليب جديدة للتشجيع، وإما أن …
ثم إن الشعر مجلس تخف فيه الأرواح، ويعذب فيه الطرب، وقد قال سيدنا معاوية رضي الله عنه، وقد أظهر طربَه، في مجلس عند سيدنا عبد الله بن جعفر : فهز رجليه وتمايل: “إن الكروم طروب”
وكان بعض القوم إذا طرب، خلع العمامة، وقام ففتل في المجلس!!
وكان الفرزدق يقول: إن في الشعر مواقع للسجدات، يعرفها الشعراء، كما تعرفون مواضع السجدات من الكتاب.
وقال الأخطل للفرزدق وقد أنشد في الخمر” نفحتْ فنال رياحَها المزكومُ” ألست تزعم أنك تبصر في الشعر!! قال الفرزدق بلى، قال فلمَ لم تشق بطنَك عندي قولي نفحتَ فنال رياحَها المزكومُ؟؟!! رد الفرزدق عليه: لقد شققتُ بطني عند البيت الذي سرقتَ هذا البيتَ منه، يسأل الأخطل وما هو، يقول الفرزدق: هو قول الأعشى
عن الخمر نفسها
من اللواتي حملن على الروايا
كريح المسك تستل الزكاما.
يقول الرواة فقال الأخطل “نال الأعشى أم الشعراء!!”
أي تفوق عليهم جميعا وإنما أنا ناقل..
وربما نصيحتي لقاضي البصرة، ومن في حكمه، أن لا يحضروا مجالس الشعر والأدب والظرف..فهي لا تليق بهم
وأعود فأقول لابنتي الشاعرة آلاء مصطفى علي
صاحبة قصيدة: قبس من نور النبوة: لقد أجدت يا ابنتي ..
أجدت شعرا وأجدت إنشادا وأجدت حين زاوجت بين وطنيك في غزة وفي أدلب..
ولو كان تصفيقي يصل إليك لصففت، ولاستعدتك بعض الأبيات مرة بعد مرة بعد مرة.. في كل مرة أقول لك: إيهِ إيهِ أو إذا شئتِ: إيهٍ .. إيهٍ
أو لو ناديت عليك في المجلس مرة بعد مرة عيدي .. ما صار.. ما صار عيدي..
وتضرب الغربة ويضرب الاغتراب.
مدير مركز الشرق العربي