Articles

توتير أجواء الحوار العلمي بين علماء السنغال بالشخصنة يحوله عن مساره الصحيح

أ. عبد الأحد نيانغ

يمكن وصف الجو العلمي في هذه الأيام بحالة من الحدة و التوتر أو ما يشبه رياح السموم نوعا ما بين أهله.. وذلك من خلال تناول مسألة خلافية تتكرر سنويا في الظرف الراهن . فأرى أنه إذا وقع الخلاف المعتبر بين رجال العلم والفقهاء ، فلا بأس من وجود مراجعات كلامية تؤدي أحيانا إلى فرحة الموالين للبعض ، و ترحةالمتعاطفين مع البعض الآخر عند النقاش. و بطبيعة الحال ذلك يعود إلى أمرين أحدهما : الغلو والتشدد في الولاء ، والثاني : قصر الباع في منهج البحث العلمي وعدم الإحاطة بما سجله التاريخ من اختلافات العلماء قديما وحديثا. والأمر الثاني أنه لا بد من توقي الحذر و التنحي عن كل ما يشبه تصرفات عاطفية من بين المناقشين ، وعن محاولة تغيير وجهة الحوار وتحويلها عن المسار الصحيح بطريق شخصنة أو ما شابهها. لأن ذلك يعكس سلبا على نفوس المتابعين من الطرفين ، وقد تترتب عليها ملاسنات لا تعمل في مصلحة الأمة ولا في وحدتها. بل قد تصل لدرجة المشاتمة والسباب بينهم بعيدة عن طبيعة الحوار العلمي الهادف. فلماذا لم يعرف السنغاليون أو كثير منهم إلى الآن أن الخلاف أو الاختلاف لا ينبغي أن يفسد للأحبة مودة ،أو يعكر لصفو الصداقة حبا . ؟! وعندهم ، من خالفني أو خالف من والاني فهو عدوي وضدي ، ومن وافقني أو وافق من ولاني فهو حبي ومحل ودي !! هذ السلوك ، لا يساعد على تشجيع الحوار الفقهي والعلمي المثمر ولا يثريه بالنقاش البناء . نعم الحديث حول هذه المسائل مهمة جدا . ولكن ، لماذا لا يتم عادة طرح مسألة تتعلق بضع سبل لحسم الخلافات غير الضرورية ؟ أو على الأقل ، خلق أجواء محادثة ودية بين أهل العلم لتقليلها.؟! علما بأن كثيرا مما يحدث فيه الخلاف لا يرد أحيانا في الثوابت إن كان بين الخاصة من العلماء . بل يأتي في المتغيرات . وعلى كل حال ، ترك النقاش العلمي على أيدي المتعصبين أو من يتبنون فكرة التشدد والراديكالية، لا يحمل أي مصلحة للدين . ولا يعمل توحيد صف أبناء الأمة ووحدتها.

الباحث الصحفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى