Culture

يا طير حلق بنا .. نقل مناجاتي

رحم الله شيخنا وشاعرنا الجميل الأستاذ عمر آج الذي مر اليوم أسبوع كامل على رحيله ، منذ أن وصلني خبر وفاتك يا أبا محمود وأنا في الديار المقدسة يتردد على أذني وأستحضر بيتك الجميل الذي كان مطلع قصيدة قلتها في ندوة شعرية أقيمت قبل عشرين سنة بمناسبة يوم وطني للمملكة العربية السعودية:

يا طير حلق بنا نقل مناجاتي
لآل أرض بها تنزيل آيات

وكانت تلك القصيدة من أجمل قصائدك وأحبها إلى نفسك ، وكنت كلما أردت إثارة شاعريتك وجذبك من الواقع الإجتماعي المحير ، والهموم الدنوية المزعجة ، إلى عالم الشعر والروح والابداع ذكرتك بمطلع قصيدتك الخالدة هذه ، فإذا بك تبتسم وتنطلق معي ونحن جلوس قي مقهانا المفضل ” غار حراء ” مقهى المدينة التي أطلقت عليه أنت وأخوك الشاعر المبدع محمد الأمين آج ” غار حراء ” لكثرة القصائد والمقالات التي ألهمتنا إياها جلساتنا في ذلك الجو الشاعري الهادئ.
إنني هذه الأيام وأنا في مكة المكرمة في طريقي إلى المدينة ولزيارة مسجد الحبيب صلوات الله وسلامه عليه أستأنس بأبياتك التي تنم عنها قوة الإيمان والتعلق بأرض الحرمين الشريفين ، وأعيد التامل في معاني وصور القصيدة وأنت تصف غار حراء وخلوات محمد الأمين صلى الله عليه وسلم في الغار وتأملاته ، وكيف نزل عليه الوحي فجأة بواسطة جبريل الأمين ، قائلا له ” إقرأ” ويجيب :”ماأنا بقارئ ” وأردف جبريل عليه السلام :” إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم “، وكيف شعر بالخوف ورجع مرتجفا إلى شريكة حياته وسكنه السيدة خديجة بنت خويلد ، والتي طمأنته بعد أن قال لها “زملوني زملوني” ، وذكرته بأن الله لا يخزيه أبدًا لما يتحلى بها زوجها النبي المنتظر من نقاوة السريرة ،والصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة ، وكيف وصفت في تلك الأبيات الرائعة يا فقيدنا العزيز ،ما تجشمه رسول الرحمة من أهوال لما صدع بما يؤمر ” فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين “، ثم تابعت أحداث مسيرة الدعوة ، ومناسبات نزول آيات الذكر الحكيم .
تذكرت فيما تذكرت وصفك لطريق الهجرة ،وما حدث في المدينة المنورة بعد وصول النبي محمد وصاحبه أبي بكر إليها من استقبال وحفاوة وحبور ، وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار ،والعدالة التي زرعها في نفوس صحابته في المدينة وما حولها.
إنك يا أستاذ عمر .. يا من فقدناه ونحن أشد مانكون حبا لبقائه معنا لخصت في قصيدتك العصماء تلك سيرة الحبيب صلى عليه الله وسلم ، قبل تطرقك إلى التوسعة العملاقة للحرمين ،وجهود القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية في تحقيق التضامن الإسلامي ،ومناصرة القضايا العادلة في العالم ،ومواقفها المشكورة قي جامو وكشمير ، والقضية الفلسطينية ، وغيرها من الإنجازات التي حققها ملوك المملكة في مختلف أنحاء العالم .
اللهَ تعالى نسأل أن بتغندك بواسع الرحمات ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة والفردوس الأعلى مسكنك في الجنة مع النبييين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك أولئك رفيقا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى