المسلمون ينتظرون قرار السعودية: تقليص عدد الحجاج أو الألغاء!
تواجه السعودية خيارين اثنين في قادم الأيام، في ما يخص موسم الحج، بين احتمال تقليص الحج أو إلغائه، في قرار ينطوي على مخاطر سياسية مع مواجهة المملكة تفشي فيروس كورونا المستجد. يضغط العديد من الدول الإسلامية على الرياض لإصدار قرارها في المضي قدمًا بموسم الحج المقرر في أواخر يوليو المقبل.
ويبدو من غير المرجح تنظيم موسم الحج بكامل قدرته الاستيعابية في هذا العام، خصوصًا بعد دعوة المملكة المسلمين في أواخر مارس الماضي إلى التريث في إبرام عقود متعلقة بالحج والعمرة بسبب الجائحة التي تتفشى في العالم.
لن يشاركوا
أكّد مسؤول جنوب آسيوي، على تواصل مع سلطات الحج السعودية، لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الأمر معلق بين خيارين، إما إقامة حج بالاسم فحسب، أو إلغائه بشكل تام”، موضحًا أنه سيتم اتخاذ القرار والإعلان عنه قريبًا.
وكانت إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، قد أعلنت في أوائل يونيو الجاري عدولها عن المشاركة في موسم الحج، بسبب المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، في قرار وصفته بـ “الصعب والمرير”. وتبعتها في ذلك ماليزيا وسنغافورة أيضًا، وأعلنا إلغاء مشاركة مواطنيهما في الحج.
وأعلن العديد من الدول، بينها مصر والمغرب وتركيا ولبنان وبلغاريا، أنها بانتظار قرار الحكومة السعودية. كما حث مسؤولون مسلمون في دول أخرى مثل فرنسا الناس على “تأجيل” الحج إلى العام المقبل بسبب المخاطر الموجودة.
يعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويًا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه مرة واحدة في عمره على الأقل.
بؤرة محتملة
ربما يشكل أداء هذه الفريضة بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى، حيث يتدفق ملايين الحجاج من حول العالم إلى المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.
وقد يؤدي تأجيل الحج أو إلغاؤه إلى إثارة حفيظة المتشدّدين والمتطرفين ممن يدعون إلى استمرار زيارة الأماكن المقدسة على الرغم من المخاطر الصحية. وكانت السعودية سبق أن تمكنت من تنظيم الحج خلال تفشي وباء “إيبولا” وأمراض أخرى .
وتحاول السعودية احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد مع زيادة كبيرة في الحالات المسجلة يوميًا وحالات الوفاة منذ تخفيف إجراءات حظر التنقل في البلاد في أواخر مايو الماضي. وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 120 ألف إصابة بالفيروس، بينما تجاوز عدد الوفيات الألف.
وقامت السلطات السعودية هذا الشهر بإعادة تشديد الإجراءات الاحترازية الصحية في جدة، بوابة المسافرين لأداء مناسك العمرة والحج.
أربعون توقفًا
يرى عمر كريم، الباحث الزائر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن السعودية في معضلة التأخير في إعلان قرارها “تظهر أنها تتفهم العواقب السياسية لإلغاء الحج أو تقليص حجمه”. وبحسب المسؤول الجنوب آسيوي، فإن المملكة تقوم حاليًا “بكسب الوقت” بمقاربتها الحذرة، ومع الإيقاف الحالي لرحلات الطيران الدولية، فإن سيناريو تنظيم الحج بشكل مقلص للسكان المحليين قد يبدو أكثر احتمالًا، “أما في حال قرار إلغاء الحج فسيكون الأول من نوعه منذ تأسيس المملكة في عام 1932”.
لكنه بحسب دارة الملك عبدالعزيز سيكون الإيقاف الواحد والأربعين، حيث استعرضت دارة الملك عبدالعزيز مواقف سابقة لمثل هذه الإجراءات، لافتة إلى أنها سجلت توقف الحج 40 مرة، نقلًا عن علماء التاريخ الإسلامي الذين أكَّدوا أن الأسباب تنوَّعت بين انتشار الأمراض والأوبئة، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، والغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، إلى جانب فساد المواصلات وتعرضها لخطر اللصوص وقطاع الطرق.
نقلا عن موقع: إيلاف