Articles

مقال: الصخب السياسي في السنغال في ظل تداعيات الوباء العالمي

أ.فاضل غي

يلاحظ المتابع للمشهد السياسي السنغالي من حين لآخر صخبا وجدالا حامي الوطيس يثيره الخوف من أن يكون خلف تعديل بعض البنود في الدستور السنغالي وتمرير بعض القرارات عبر البرلمان الذي يشكل فيه أنصار النظام الحاكم الأغلبية الساحقة تأهب من السلطة التنفيذية لترتيب الأوضاع وتسهيلها للرئيس “صال” ليخوض غمار غمار الانتخابات الرئاسية القادمة في 2024 م ، ويحتدم النقاش حتى أخذ طابع العنف في الألفاظ والوعد والوعيد .. بين السلطة واصحاب الأحزاب السياسية من جهة، وبينها وبين منظمات المجتمع المدني من جهة أخرى.
والمثير أن السلطة التنفيذية والمعارضة يملأون آذاننا في النهار وبالليل بهذا الجدل السياسي حول إمكانية الولاية الثالثة أو استحالتها، وكأن خطر الفيروس المستجد والأخطر على مدى تاريخ البشرية غير محدق بالبلاد ، فهناك تناقضات كثيرة في تصريحات الأطباء المكلفين بتوعية الشعب بالإجراءات الوقائية ، وأسباب القرارات التي اتخذت من قبل السلطة للحد من تفشي فيروس كورونا مثل حظر التجوال، وحالة الطوارىء، لأن الملاحظ أن بعض المسؤولين في الدولة أنفسهم يقعون في المحظور، وأبناء بعض الأسر الكبيرة تم ضبطهم وهم يتجمعون ويلهون في بعض المسابح في قلب دكار.
زد على ذلك محاولة تكميم الأفواه من قبل السلطة الحاكمة ، بحيث استمرت الاعتقالات التعسفية والسجن لمجرد توجيه نقد لسياسة النظام ، أو كشف لفساد في الإدارة ، وآخرها قضية الناشط الحقوقي بوبكر سي الذي تم اعتقاله ووضعه في السجن بسبب تصريح أدلى به حول دعم قدمه الاتحاد الأوروبي للحكومة السنغالية في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية بقيمة 130 مليار فرنك سيفا. وكأن الديمقراطية التي لها جذور قديمة في بلادنا تراجعت إلى رقم (0 ).
والعجب الأكبر أن اللاعبين على حلبة السياسة في بلداننا لهم مفهوم غريب للسلطة والحكم ، في قاموسهم السياسة هي الخدعة وجذب الناس إلى صفوفهم حتى إذا وصلوا الى سدة الحكم رموا بمطالب الشعب عرض الحائط ؛ لا يهتمون..لا بالتعليم، ولا بالصحة ولا بالغذاء، وإنما يستمرون في استمالة معارضيهم السياسيين بكل الوسائل ، و إعطاء أقاربهم أكبر الفرص الممكنة ووضعهم في ظروف إقتصادية و اجتماعية أقل ما يوصف بها أنها رفاهية.
أما بقية أفراد الشعب فليشربوا ماء البحر.
وهذا التصرف اللامسؤول يدفعهم إلى تهميش الأولويات… فسرعان ما ينسون معاناة الشعب واحتياجاته، ولا يضعون في البال أنهم انتخبوا ليخدموا الناس لا ليستخدموهم، وليستمعوا إلى آرائهم وانتقاداتهم متى انحرفوا عن جادة الطريق لا لأن يتكاثروا على حساب الشعب، ويتلاعبون بأموال الدولة المشتركة للجميع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى