
الشباب السنغالي والمسؤوليات المنتظرة..
أحمد تيجان سي
من أقوال الحكماء المشهورة أن مستقبل البلاد منوط بعواتق شبابها، بل مستقبلها مرتبط بمستقبلهم .
ومن هذا المنطلق ينبغى الحرص على إعداد الشباب إعدادا سليما في جميع الجوانب الحياتية ،كي يتسنى لهم تحمل تلك الأمانة العظمية ،والمسؤولية الجسيمة، ويتمكن من رفع الشعلة لإنارة أكبر مساحة ممكن ،وحمل الراية إلى أقصى بقاع العالم ،ودفع عجلة التقدم إلى قصب السبق أما إذا كانت الرياح تهب من جهة معاكسة ، وتدق الأجراس في غير ساعتها ،وكأن القوانين الطبيعية قلبت من العقب إلى الرأس ، فإننا نجد معظم شبابنا السنغالي متسكعين بين أنياب الانحراف الخلقي ، ونواجذ الانحطاط القيمي .
وبعد التأمل لهذا الوضع ترى أن الشباب السنغالي منقسم إلى خمسة
أقسام،
أولا: شباب جاهل منحرف
ثانيا:شباب مثقف منحرف
ثالثا: شباب جاهل حائر
رابعا: شباب مثقف حائر
خامسا:شباب مثقف متدين
فالشبان الجاهلون المنحرفون يتميزون بالعزلة والانزواء ، ويتشكلون عصبة إجرامية فيما بينهم يهددون أفراد المجتمع بأنواع من الجرائم البشعة يسرقون ويقطعون الطرقات ،ويتناولون المخدرات …،هولاء جراثيم المجتمعات .
والشباب المثفق المنحرف تتمثل سماتهم في رصانة عقولهم ومستواهم العلمي،لكنهم إلى جانب ذلك لا يتطلعون إلى مستقبل جميل ،بل تتراوح نشاطاتهم بين الرقص واستماع الموسيقى ،والحديث والحديث عن الجنس، ومخادعة الفتيات….
أما الشباب الجاهل الحائر هم الواقفون على مهب الرياح ،يعيشون اليوم كالملائكة عبادة وصلاحا كأنهم ذئاب مذللون ،وغدا يتحولون إلى شياطين ظلما وفسادا.
كما أن الشباب المثقف الحائر
فهم المغرورون المتغطرسون ،المنغمسون في بحر من اعتبارات زائفة وتصورات كاذبة حيث يرون أنفسهم على قمة الجبل وغيرهم تحت أقدامهم ،غرتهم كلمة المثقف غرور الكبر عند بليس يوم أبى أن يسجد لآدم ،فهؤلاء أعداء القيم والحضارات والقضايا الوطنية ، بينما يقتبسون من الخارج قيما وحضارات تجعل اندماجهم في المجتمع السنغالي شبه مستحيل .
والشباب المثقف المتدين فثلة قليلة لكنهم ليسوا منتميين إلى جهة واحدة معينة أو طائفة واحدة معروفة ، بل قد يوجدون في تجمعات وطوئف مختلفة ،إنهم شباب يتسمون بالسلم و الخلق الطيب في حياتهم ، والإخلاص في أعمالهم والعريمة في حركاتهم العلمية والدينية ، من خلال توجهاتهم العقدية والتي يستنيرون بها ،لأنهم بالآخرة هم يوقنون.
باحث ومفتش التعليم العربي



