السنغال: الجمعية الاسلامية لخدمة التصوف “AIS” تصدر بيانا بشأن “كورونا”
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون السنغاليون ، نحييكم بتحية الإسلام الخالدة ، وندعو الله في مستهل هذه الكلمة أن يدفع عنا هذا الوباء ، ويحفظ بلادنا وشعبنا من كل مكروه ، ويجب أن تعلموا أننا جميعا مدعوون إلى العمل بجد لمقاومة هذا المرض ومحاربته ، حتى لا يكون أحد منا سببا لانتشاره بسبب عدم الأخذ بالتدابير والاحتياطات اللازمة عملا بقوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
أيها الإخوة ، يجب علينا نحن المسلمين معرفة أحكام ديننا أولا المتعلقة بالأوبئة التي كانت معروفة في التاريخ ، ومنها هذا الوباء الخطير الذي يعتبر معديا وفتاكا ، وسريع الانتشار عبر طرق متعددة كالمصافحة والمشافهة ، ولمس الأنف ، وأنت كمسلم إذا لم تصدق بوجود هذا الوباء حتى أصبت به أو أصيب به غيرك عن طريقك فأنت منتحر بدليل قوله تعالى ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) . إذن القول بعدم تصديقه أو ادعاء التوكل على الله دون الأخذ بالأسباب؛ يتنافى مع تعاليم الإسلام.
وفي مثل هذه الأوبئة علمنا الإسلام كيف نتوكل على الله وندعوه برفع البلاء ، مع الأخذ بالأسباب؟ لأن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب ؛ إذن فمن يرى أن الدعاء وحده هو الكفيل له دون الأخذ بالأسباب فهو مخطئ ، وفعله سبيل إلى الانتحار ، مثل من يشرب السم بدعوى التوكل . وإذا راجعنا كتاب قرة العين للعارف بالله الشيخ شعيب امباكي- رضي الله عنه – نرى أنه أورد فيه جملة من الأدعية والأذكار المحصنة بالإضافة إلى الأخذ بالأسباب من أعشاب وأدوية معالجة .
أيها الإخوة ؛ نحن الآن لسنا في مرحلة التواكل مع إهمال الأسباب، وهو الذي حاربه سيدنا عمر حين قال : السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. إذن ، يجب علينا بعد الدعاء والتضرع إلى الله اتخاذ الأسباب التي ذكرها الأطباء لمواجهة هذا الفيروس الفتاك ، من تعقيم البيوت ، وغسل الأيدي بالصابون والمطهرات ، والتخلي عن المصافحة والمعانقة وكل طرق انتقال العدوى بين البشر
ندعو الله العلي القدير أن يذهب عنا البأس ويكشف الغمة ، ويدفع عنا البلاء والأسقام وميتة السوء .
والسلام عليكم ورحمة الله
مام شيخ امباكي/ رئيس الجمعية الاسلامية لخدمة التصوف AIS