actualite

السفارة السودانية في دكار تدين صمت العالم وتكشف فظائع “الدعم السريع” في الفاشر

انعقد صباح الخميس 6 نوفمبر 2025 بمقر سفارة جمهورية السودان في دكار مؤتمر صحفي مؤثر كشفت خلاله السفارة تفاصيل جديدة حول الجرائم المروعة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور. وحضر اللقاء عدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى جانب شخصيات دبلوماسية وإعلامية بارزة، وسط أجواء مشحونة بالعاطفة والغضب على ما يجري في السودان.

قدّم سفير السودان في السنغال عبد الغني النعيم عوض الكريم عبد الله عرضًا شاملاً للأحداث، مؤكدًا أن ما يحدث في الفاشر “ليس نزاعًا عاديًا بل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان” ترتكبها ميليشيا مدعومة خارجيًا ضد المدنيين العزّل، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين الدولية. وشدد على أن الجيش السوداني هو الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن حماية الوطن والمواطنين، بينما تمارس الميليشيا أعمال قتل ونهب واغتصاب وتدمير للبنية التحتية بمساندة مرتزقة من دول عدة.

وأوضح السفير أن الحكومة السودانية سعت منذ عام 2019 لدمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني وفق المعايير المتعارف عليها، لكن قادتها رفضوا ذلك، قبل أن يحاولوا تنفيذ انقلاب فاشل في أبريل 2023. ومنذ ذلك التاريخ، قال السفير، “تحولت هذه الميليشيا إلى آلة قتل ونهب واغتصاب وتدمير” مشيرًا إلى أنها فرضت حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر استمر أكثر من 500 يوم.

وكشف السفير أن الحصار أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ مُنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات بينما قُتل آلاف المدنيين وتعرضت النساء للاغتصاب والتعذيب، ودُمّرت المستشفيات والمدارس ومصادر المياه والكهرباء. وأضاف أن مجلس الأمن الدولي أصدر القرار رقم 2736 في يونيو 2024 مطالبًا الميليشيا برفع الحصار، لكنها تجاهلته تمامًا “في ظل صمت دولي مخجل”، حسب تعبيره.

وطالب السفير المجتمع الدولي بـالتحرك الفوري لوقف الدعم الخارجي من جيراننا لميليشيا الدعم السريع، ودعا إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية ومحاسبة قادتها أمام العدالة الدولية، مؤكدًا أن السودان يواجه “مشروعًا مبيتًا لتفكيك الدولة ونهب ثرواتها”. كما دعا إلى دعم الحكومة الشرعية في جهودها الرامية لاستعادة الأمن وتنفيذ خارطة الطريق نحو السلام، القائمة على وقف النار وتهيئة مرحلة انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة.

وفي ختام المؤتمر، عبّر السفير عن امتنان السودان لموقف السنغال الثابت، حكومةً وشعبًا، مثمنًا تضامن الرئيس باسيرو جوماي فاي مع الخرطوم في محنتها. وختم بتأكيد أن “الشعب السوداني لن يركع ولن يقبل بوصاية أجنبية”، متعهدًا بأن السودان سيواصل نضاله ضد الإرهاب “حتى يعمّ السلام وتعود راية العدالة والسيادة خفاقة فوق كل ربوع الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى