Culture

البيان الختامي لمجلس الشورى لرابطة الأئمة والدعاة في السنغال (LIPS)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إن مجلس الشورى لرابطة الأئمة والدعاة في السنغال، المنعقد في دورته العادية الثالثة، يُعرب عن بالغ ارتياحه للحضور القوي لفروع الرابطـة على مستوى مقاطعات البلاد، ولمشاركة أعضاء المجلس الاستشارى الوطني مشاركة فاعلة. والتي تجسّد تجديد الالتزام الذي تضطلع به الرابطة في مرافقة الشعب السنغالي دينيا وأخلاقياً ومواطنياً.

وتُثَمِّن الرابطة كذلك تنظيم الحوار الوطني الشامل حول النظام السياسي السنغالي، وتُشيد بمشاركتها إلى جانب المعنيين الآخرين، من المرجعيات الدينية والتقليدية في البلاد. وتُعبّر LIPS عن ارتياحها لما ورد صراحة في توصيات اللجنة الثالثة المخصصة بالإصلاحات المؤسساتية، بشأن ضرورة إدماج المرجعيات الدينية والتقليدية ضمن الهيكلة الجديدة للإصلاحات المؤسسية والانتخابية.

ويدعو المجلس كافة المهتمين السياسيين، على اختلاف توجهاتهم، إلى التحلي بالرصانة والاحترام المتبادل في النقاش العام، مؤكداً أن السبّ، والافتراء، والكلام البذيء لا مكان لها في فضاء ديمقراطي ناضج، خاصة في بلدٍ غالبية سكانه متدينون. وتدعو الرابطة الجميع إلى تحمل المسؤولية في خطاباتهم، حفاظاً على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية.

وفي سياق آخر، ومع اقتراب موسم الخريف الزراعي، تُشجع الرابطة الدولة على مواصلة جهودها في دعم العالم الريفي، وتحثّ السلطات المحلية المكلفة بتوزيع البذور والأسمدة على التحلي بالعدل، والشفافية، والنزاهة.

وفي هذا السياق، نُذكّر هؤلاء العاملين في الميدان بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

منِ استعملناهُ على عملٍ فرزقناهُ رِزقًا فما أخذَ بعدَ ذلكَ فهوَ غُلولٌ (رواه مسلم)

وتدعو الرابطة المزارعين والمنتجين إلى مزيد من التنظيم، وتضافر الجهود، والابتكار، للحدّ من التبعية للمنح السنوية من البذور والأسمدة. وتدعو الله، وتحثّ جميع فروعها وأعضائها، إلى إقامة صلاة الاستسقاء والدعاء بموسم أمطار مبارك وحصاد وفير.

كما تدعو الرابطة الدولة إلى تعزيز الرقابة على قطاع الإعلام السمعي البصري، ووقف بثّ المضامين المتكررة المنافية لقيمنا الدينية والأخلاقية. وتشدد على ضرورة مراجعة دفاتر الشروط الخاصة بالقنوات التلفزيونية، بما يضمن بثّ برامج ذات محتوى تعليمي، مواطني، وديني سليم.

وفيما يخص قضايا الأسرة، تطالب الرابطة وزارة الأسرة بإشراك أوسع وفعّال للمعنيين الدينيين والاجتماعيين في النقاشات المرتبطة بمستقبل الأسرة السنغالية.

ويدعو مجلس الشورى الدولة، في إطار الجلسات الخاصة بالمدارس القرآنية (الدّارات)، إلى إيلاء عناية خاصة بالمعنيين الحقيقيين المباشرين للأعمال في هذا القطاع، كما يشجّعهم على المشاركة الفاعلة في تلك الجلسات التي تُشكّل فرصة ثمينة لاستعادة الثقة بين الدولة والقائمين على الدّارات.

وتحث الرابطة السلطات العليا في الدولة على تبنّي حوار هادئ وبنّاء، يسمو فوق الخلافات، في سبيل تحقيق المصلحة العليا للأمة. فالتفاهم بين هذه القيادات يظلّ ركناً أساسياً لاستقرار البلاد، وكل اعتبار آخر يبقى ثانوياً أمام التحديات الكبرى في مسار التحول والتنمية.

وأخيراً، تحثّ الرابطة المواطنين على تجاوز الصراعات الحزبية العقيمة، والتفرغ لقضايا أساسية كالسلم الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية، والإنتاج الزراعي، والتصنيع، وإقامة علاقة رشيدة ومتزنة ومستنيرة مع التزامهم الديني.

على الصعيد الدولي، اعتمد مجلس الشورى للرابطة في الإجماع مقترح دعم لصالح الشعب الفلسطيني، ضحية العنف المستمر الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية. وتدين الرابطة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها المجتمع الدولي في التعامل مع هذه المأساة الإنسانية.

كما تُحيّي موقف السنغال الثابت الداعي إلى إعادة السلام في فلسطين، وتدعوها إلى تعزيز التزامها عبر دعم المبادرات الرامية إلى وقف المجازر وتحديد المسؤوليات. إن استخدام الجوع كسلاح حرب، وعرقلة آليات العدالة الدولية، يُعدّان انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وحان وقت التحرك.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين

حرّر بداكار في: 26 يوليو 2025

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى