
إنطباعة شخصية من واقع المشهد السياسي!
شيخ أحمد جينغ
كمتابع مستقل ليست له أية عضوية في الحزب الحاكم (باستيف)، ولا في أي من أذرعه، لكنه كان يحمل له تعاطفا كبيرا، وما زالت لهذا التعاطف من بقية: تابعت هذه الأيام – كغيري – وبقلق بالغ ما جرى ويجري حتى الآن من تراشق بين أنصار هذا الحزب، وقد خرجت بقناعة صلبة لا تردد فيها: أن هؤلاء في غفلة عن المنعطف الخطير الذي يمر به بلدنا، والذي ينذر بمستقبل خطير إن لم يتم التدارك السريع برتق ما بدأ ينفتق، والتوجه نحو البحث والتحري عن علاج لما يلاقيه المواطن السنغالي من هموم تزداد سطوتها وتتضاعف من حين لآخر.
في خضم هذا التوتر ليس من الذكاء تبني سردية تصطف مع زعيم الحزب عثمان سونكو ضد رفيق دربه بشير جوماي فاي رئيس الجمهورية، أو العكس، وإذا استمر هذا المستوى المتدني في النقاش والتناول ،فإنه سيعمق الفجوة حتما، وسيفضي بنا إلى نقطة اللاعودة، وساعته لن استبعد أي سيناريو مهما كان خطيرا في ظل هذا الفوضى السياسي الذي يرافقه هذا الانهيار الاقتصادي المخيف يوما بعد يوم، في بلد كان وإلى وقت قريب مثالا يحتذى به في سلمه الأهلي، وتلاحمه الاجتماعي، وأنموذجه المثالي في الديمقراطية وواقعه الحافل والبهي في التداول السلمي على السلطة ، واقتصاد كان يقوى وينتعش،، وخطى خطوات حثيثة ولافتة في مجال الإنشاءات المعمارية، والبنى التحتية والعمران، وخصوصا في حقبة النظام السابق على ما به من علات !!.
إن منظومة الحكم الحالية ترتكب خطيئة وعقوقا وإساءة في جناب الشعب السنغالي الذي وقف معها في ساعة العسرة، فوفر لها كل أسباب القوة، والأدوات اللازمة للحوكمة الرشيدة: عندما يورطونه في هذا الاحتقان الذي سببته هذه الخصومة السياسية التي لا أحد يدري إلى الآن باعثها الحقيقي !!
إن الحل والخلاص يكمن في امتصاص هذا الخلاف، وتجاوزه فورا، وإعادة اللحمة بسرعة؛ لأن ما يجري حالة عبثية، ومعركة عدمية لا شيء يبررها في وقت تتراكم فيه الملفات والأولويات، وأنا على يقين من أن المعسكرين سيخرجان منها خاسرين ومعهم في ذلك الشعب السنغالي الذي أخذوه معهم رهينة، ولن يخرج طرف من المعمعة منتصرا !!.
أتمنى أن يستمر العقلاء في مساعي الإصلاح، وأن يتحلى الجميع بالتزام الهدوء، وعدم التأجيج، وترك الإساءة، والتعصب؛ فإنه مطلب ملح على الجميع الوفاء له؛ فإن هذا الشعب الذي أعطى بسخاء حقه أن يكافأ لا أن يخان ويهان !!



