
إلى جنة الفردوس يا الشيخ مصطفى صالح
كتب – فاضل غِي
فارق دنيانا قبل أسبوع شخصية دينية وثقافية وأدبية ، وقامة فكرية روحية وتربوية
الشيخ مصطفى صالح امباكي من الرجال الذين تقل صفاتهم ومواهبهم بين الرجال ..
كان الراحل حفيدا مباشرا لأبي المحاسن والمكارم الشيخ الخديم ، وإبن للخليفة الخامس للمريدية الشيخ صالح الطاهر الزاهد في متاع الدنيا ، والمنصرف عن الماديات المزيفة والمغريات الباطلة في هذه الدنيا الفانية ، وقد فهم الفقيد الشيخ مصطفى مبكرا دوره كسليل هذه الأسرة الدينية المباركة ، فسارع إلى جعل قوام حياته العلم والدراية ، وحسن الإدراك والاستقامة . فبرهن في أكثر من محفل أنه عالم مثقف واسع الإطلاع ، ومن أبرز ما تميز به مصطفى صالح انصرافه عن السفاسف والمزايدات الدخلية في الطريقة التي رسمها أبو المحامد خديم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكان فقيدنا قوي الشخصية جادا ومدركا فاهما لتعاليم جده الشيخ أحمد بمب
كان يتواصل معي بواسطة صديقه وأمين سره الشيخ خادم كاه ، فأنشر له قصائده الماتعة في مجلة الصحوة ، وكان قراء المجلة ومتابعوها معجبين بشاعريته وقريخته الولود ، ومقدرته اللغوية والابداعية .
وهكذا نشرتُ للشيخ مصطفى أولا قصيدته الرائعة عن جزيرة غوري ، ثم قصيدة ” الألفية الثالثة ” التي مطلعها :
هيّا لداعية الصّلاح * هيا وحيّ على الفلاح
ولصوت إسلام يردد في المساء وفي الصباح
دين ينادي بالمبا *دئ وبالمراسيم الصحاح
ولحمل ميثاق الأما * نة في غدوّ أو رواح
ثم أرسل لي رحمه الله رائعة أخرى يمدح فيها خصال سيده الوالد الشيخ صالح امباكي وكان مطلع تلك القصيدة :
صلحت لصالح دهرنا الأحوال
وبه تباهى الجدّ والأخوال
وبه الشريعة للحقيقة طابقت
فتحقّقّت لذويهما الآمال
تركزت حياة هذا الشيخ العالم مصطفى صالح الذي فارقنا هذه الأيام على خدمة العلم والثقافة والأدب ، والحفاظ على تراث جده مؤسس المريدية الشيخ أحمد الخديم
وقد القى محاضرات في مختلف المواضيع
في داخل السنغال وخارج حدودها ،ونشر مجموعة كبيرة من المقالات والمنشورات كلها تصب في مصب واحد ..رفع كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ،وحمل الناس على فهم رسالة وتعاليم الشيخ أحمد بامبا وانتهاج نهجه “
با أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي