actualite

إسرائيل وسيف القدس

جبريل السماوي

إسرائيل لم تعد لها مستقبلا في الجيوسياسية ، والمشروع الصهيوني الكبير بات في طريق الاضمحلال، وكل الأحلام التي كانت يحملها يهود الغرب الذين عاشوا في خلفيّة “الهلوكست “ويتمنّون دولة إسرائيل الكبرى التي رسمها الآباء المؤسسون الصهاينة أمثال: ديفيد بن غوريون، حايم وازمان، تيىودور هرتزل – بدأت تتحطّم وتنكسر من جذورها عندما صمدت “حماس” وقاومت بقوّة رغم حضانة كل القوى السياسية الكبرى للمشروع الصهيوني ، بما فيها الأمريكان والاتحاد الأروبي، ورغم التطبيع الذي كان تحت رعاية “ترمب “

منذ النكبة عام 1948 حاول اليهود إخفاء مستوى العنف، والهمجية، والمجازر التي نفذّوها في فلسطين المحتلّة، ولم ينجحوا؛ فالإعلام دوما كان حاضرا لكشف حقيقة المشروع الصهيوني للعالم – المشروع الذي هو مرتبط بهذه الجريمة التاريخية العالمية، وكلّ الذين يتابعون ملفّ قضية فلسطين على المستوى الدولي يدركون أن الصهاينة متناقضون جدا، حيث أرادوا تأسيس دولة يهودية مقابل تشريد أمّة عربية ، وهذا لم يقبله حتى عدد هائل من التيّار الصهيوني المعارض للمشروع الإسرائيلي أمثال “أبرهام بورغ” رئيس الكنيست السابق الذي انتقد انتقادا لاذعا اللوبي الصهيوني.

إسرائيل لم تثق إلا بالعسكر لكسب الحروب، لكن هذه المرة مختلف، صمود غزّة وغطرسة كتائب القسام على تل أبيب أخافتها كثيرا ، لذلك أنا أعتقد أنهم سيجلسون على طاولة المفاوضات مع حماس قريبا ، وبنود المفاوضات كلها أو أكثرها سيكون لصالح المقاومة.

هذا النصر المؤزّر لفصائل المقاومة تدلّ على أنّ كل القيادات الفلسطينية الذين وقعّوا على “اتّفاقية أوسلو 93 “كانوا مخطئين ، والأكثر منهم اتهموا بخيانة القضية .

اليهود لا يفهمون لغة الاتفاقيات والتعايش السلمي، اللغة الوحيدة التي يفهمونها هي “السيف” اقرأ ملفّ يهود يثرب وخيبر حاول الرسول عليه الصلاة والسلام التعايش معهم فخانوه فاستخدم عليهم السيف وطهّر الجزيرة العربية منهم وهذا ما أدركه “حماس “منذ البداية لذلك كان شعار الحرب أو عنوان المقاومة يحمل “سيف القدس”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى