actualite

أيقظ نار الوطنيةالخامدة فيك

حامد سي الفوتي

لقد حظي هذا الوطن العظيم بجاليات ونوابغ نشأوا فيه، وجدير القول : يلزم كل فرد من مجتمعنا أن يستنير بسراجهم الوضّاء؛ الذي أناروا به كل مكان. أمثال الشيخ سليمان بال -أب التأسيس للديمقراطية في أرض الوطن؛ وخاض بذلك حروباً مع مملكة دينينكوبي الجائرة- والإم عبد القادر كان- الإمام الأول للدولة الإمامية في فوتا تورو، وممد جاه، وشيخ أنتا جوب، اللذان ضاعت مشاريعهما دون تنفيذ في أرض الواقع.
وغيرهم ممن كرّسوا حياتهم لحصانة عتبة باب الأخلاق الفاضلة.
لقد وقفوا مناضلين أمام كل طاغية عتت ضد إمارة المجد والانسانية. تلك الكوكبة سعت بلواء العز إلى أكثر من مكان.
إلا أن حال اليوم تخلق فيمن خلفوهم واقعاً لايرثيهم أحد عليها؛ فهي في الحقيقة مغايرة لما كانت عليه الأجيال السابقة من التشابك والحزم.

 لقد زرع العدو داءه السيّال، فأتت ثماره شائكة تطعن معظم الأجيال اللاحقة. فخلقت منهم الاستكانة والجبن، وطفأت منهم بذالك كل شعلة أمل، وعادت عقول معظم الشباب مغتربة؛ تتشبه بالغرب وتعتمد عليها وتسعى كل السعي على شاكلتهم.

ولقد صدق من قال: التاريخ ذكرة الشعوب، ولا يمكن أن نعيش بدون ذاكرة ام بذاكرة الغير.
ولقد وصلت بهم الحال إلى هجرة معظم العقول النابغة والذكية، من كوادر في كل مجال -من أطباء ومهندسين و…الخ وما إلى ذالك.

 فهذا الواقع الأليم يزداد يوماً بعد يوم. ولا يمكن الانتشال منه إلا بانتهاج طريق مميزة؛ تضع كل فردٍ في سبيل مروءة عالية وعدالة سامية، كما قامت به شخصيات عظيمة من النخبة المتقدمة، الذين عدل التاريخ عن حقيقة معظمهم. مثلما يلفقون التهم على معظم الثقافات ويشوهون سمعتها. وخاصة تلك خاضت ضد المستعمر مقاومة صارمة، وبكل ما لها من عدة وعتاد.

 إن هذا العالم المتغير جل ما يتجدد فيها من صنع البشر. ولقد صدق ربنا أن قال: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. صدق الله العظيم.

 حان وقت اليقظة وأن يحدد المواطن مسارا مناسبا لنفسه ولوطنه، ويعتمد على قيم تمُت  بالصلة لثقافته ودينه. فبنِبراس القرءان والسنة بلغت الأمّة الإسلامية ذروة مجدها، وبفضلهما ننشأت دول إسلامية عظيمة، أسقطت أبطالها امبراطوريات ورفعوا راية الإسلام في كل القارات، وأقيمت حضارات سامية ذات طابع ديني رفيع.

إذاً !! فالتغاضي عن الدين الشريف،وعن التراث الأصيل؛ يغوي عن الطريق الصحيح السليم. ويجر إلى هاوية هذه المنظمات الغربية الحديثة، والتي يقود معظمها الفرد إلى شباك الاستعباد بواسطة غزوها الفكري المستمر.
وتفرض بالمقابل: (قانونها – أنا الأقوى إذاً أنا على حق).

 فنجاح هذه القضية متوقف على أن لا ينتظر أحد أن يتحرك معه كل من بجانبه، فقط ليعمل به من يشعر بالحُرقة القومية والوطنية في نفسه، ليكون شمعة تحرق نفسها لإنارة غيرها.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى