actualite

‏‎تأثير الصحافة والاعلام الفاسد في “الرأي العام” (اعلام المنافقين) في حادثة الافك نموذجا

جبريل لي ” السماوي

‏‎في عِراك وتصادم “المجتمع السّياسي” يحضر “الإعلام الفاسد” دوما ليقدح في شخصية سياسيّة نادرة ، أو يحاول فضح رجل حرّ ، وتجريمه أخلاقيّا، أو يحاول تشويه سمعة “مشروع إصلاحي ” يأتي ليهدّد المصالح الشخصية، عند بعض رجال الدّولة الرأسماليين . مثلا (المشروع المحمدّي في المدينة )هدّد مصالح عبد الله ابن أبي ابن سلول الذي كان من أهمّ الشخصيات السياسية في (يثرب )

‏‎(إنّ الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ) أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تكن المستهدفة في هذا الملفّ ، وإنمّا استخدمها الإعلام الفاسد ( منافقي المدينة) لأجل الوصول إلى “المشروع الإسلاميالإصلاحي ” للنبي صلوات الله عليه – الذي يحمل في طيّاته ( مكارم الأخلاق ) محاولين بذلك فضح الرّسول عليه الصلاة والسّلام إعلاميّا، وزعزعة الرأي العام . في ( المجتمع المدني)”فمجريات أحداث غزوة بني المصطلق تكشف لنا أنّ المستهدف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد حاول رأس النفاق إثارة العصبية بين المهاجرين والأنصار من أجل إضعاف المعسكر الاسلامي ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) فالعدوّ كان دوما يراقب الجيش ويرسل جواسيس لاختراق صف الصحابة رضوان الله عليهم

ولمّا باءت محاولته بالفشل ، استخدمت قيادة النفاق خطّة “B”وهي حملة تستهدف الى طرد الرسول عليه الصلام والسلام من المدينة(لئن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ) وإخراج الرسول من مجتمع المدينة كان مستحيلا ، لأنّه “قائد صالح ” حيث نشر الأخلاق والقيم ، ورحم الشعب وحكم بالعدل، والاحسان ، فتعلّق الجماهير به ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك …) – فبعد فشل كلّ هذه الخطط لعب ابن أبيّ ابن سلول آخر أوراقها وهي ( استخدام الإعلام لترويج (حادثة الافك )

‏‎أزمات سياسية مثل هذه الحادثة (حادثةالإفك) التي استهدفت سمعة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ما جعل “القائد الصالح “متوتّرا لأنّ فئة الشرّ ” والإعلام الفاسد” تروّج الكذب ، وتحاول ملئ الملفّ الفارغ من الأدلة والبراهين – بكلّ أنواع الرذيلة لتجريمه قضائيّا ، وجعل صورته بذيئة في سيكولوجية الجماهير . ولهذا يقول الله تعالى ( لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم ) أراد الله عزّ وجلّ من نبيّه الهدوء، وعدم فقدان التوازن ، ليتحكّم على خيوط الأزمة ، ويستشير “مجلس الشورى” قبل أن يرتكب خطأ إستراتيجيا فتستخدمه الصحافة لصالحها، ولترسيخ نظريتها وادعاءاتها في ” النشر اليومي” وتفعل كلّ هذا لإقناع “الرأي العام”

‏‎ونرى أنّ (الإعلام الفاسد ) الذي كان يمثّله ( الذين في قلوبهم مرض) نجح إلى حدّ ما؛ في التأثير على الرأي العام ( إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم ) حيث اخترق بعضا من الصحابة أمثال (حسان ابن ثابت ، مسطح ابن أثاثة، حمنة بنت جحش) وتحدّثوا عن القضية في المجالس العموميّة ؛ بالأخبار التي تأتي من “صحف النّفاق”
‏‎”صحافة النّفاق” التي كان يرأسها عبد الله ابن أبيّ ابن سلول في يثرب ( المرجفون في المدينة) دوما كانت تستخدم لغة السخرية، والاستهراء ، تجاه (المشروع المحمّدي ) (اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم ) والآيات في ذالك كثيرة

‏‎الصّراع بين “الإعلام الفاسد” والمشروعات السياسية الإصلاحيّة ، التّي تأتي لتغيير نمط الفكر الإنساني ، ولنشر الوعي والأخلاق في “المجتمع المدني” ظاهرة تاريخيّة . صفحات التاريخ مليئة بحكايات المؤامرة بين الطغادة والقادة الجشعين والاعلام الغير الحرّ ضدّ ( المشروعات الإصلاحية )التي تسعى إلى انهاء مصالحهم وطيِّها طيّا داخل الدولة .

‏‎السّماوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى