رحلت جسدا .. لكن ذكراك ..باقية في أذهاننا يا مصطفى

المفتش محمد لوح

فاجأنا نبأ رحيل المفتش الدكتور مصطفى جوم في الساعة السادسة أمس الثلاثاء الماضي، ونحن بين
تصديق الخبر ونفيه، أو بين الحيرة والانتكاس لهذه الخسارة الجسيمة؛ لقد ذهب العلم والعرفان، واختفى الجهد والاجتهاد، اختفت عنا مكارم الأخلاق والإرشاد، وغربت عنا شمس الهداية والنبراس المنير، ذهب
بلا رجعة .. وا أسفاه يا دكتورنا الحبيب!
المفتش الدكتور مصطفى جوم من مواليد تياس عام 1968, وتلقى تكوينه الابتدائي والاعدادي على يد شيخه ـ كما كان يقول ـ الشيخ حسين جيتي رحمهما الله، والتحق بالمركز الإسلامي الأفريقي في السودان ومنه حصل على الشهادة الثانوية، كما انخرط في رحاب جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم ، وبالتحديد كلية التربية والدراسات الإنسانية؛ حيث وصل إلى الاحتياز بالشهادة البكالوريوس، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية حيث التحق بجامعة الملك سعود في الرياض وتخرج منها مع الدبلوم العالي في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. ثم إلى أرض وطنه رجع مرة أخرى، ودخل جامعة شيخ أنتا جوب ، وتخرج فيها
بشهادة الماجيستير في اللسانيات، ومن شهاداته المميزة :
دكتوراه في علم اللغة التطبيقي، تعليم اللغة لغير الناطقين بها؛ جامعة أفريقيا العالمية الخرطوم جمهورية السودان؛ شهادة الكفاءة مركز تكوين المدرسين تياس؛ شهادة الكفاءة لوظيفة مفتش التعليم الابتدائي، فاستيف، جامعة شيخ أنتا جوب؛ عمل: مفتشا للتعليم العربي في جهوية زيغنشور؛ فمفتشا في مفتشية تياس للتربية والتكوين؛ ثم مفتشا
مكونا في مركز تياس الإقليمي لتكوين منسوبي التربية وظيفته الأخيرة؛
كما عمل مع اللجنة المؤلفة لكتاب الشخصيات ” اللغة العربية تاريخا وشخصيات” بطلب من مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 2022، وسيصدر قريبا إن شاء الله وبتوفيقه، وكما اختارته ودادية مفتشي اللغة العربية في السنغال رئيسا لها في الدورة الحالية؛ حيث رحل عنها الأن وتركها يتيمة.
فقد العلم وأهل العلم هذه القامة الشامخة، هذه الشخصية المرموقة بدماثة أخلاقه ونبله وتواضعه عند الجميع، رحلت عنا جسديا، لكن ذكراك حاضرة في نفوسنا وأذهاننا نحن جميعا مفتشين وأساتذة وطلابا أينما كانوا في أرضنا الغراء.
إنا لله وإنا إليه راجعون

مفتش مكون في مركز تياس لتكوين منسوبي التربية

حرر في تياس يوم الأربعاء 20 ديسمبر 0202م