actualite

جيل “زد” يقود عهدًا جديدًا في إفريقيا.. وعلى القادة أن يستيقظوا

لم يعد ممكنًا تجاهل الواقع الجديد الذي تعيشه القارة الإفريقية. فاليوم يشكّل الشباب، ولا سيما أبناء جيل زد (Generation Z)، الغالبية الساحقة من السكان. إنهم جيل مختلف عن الأجيال السابقة في فكرهم ورؤيتهم للعالم؛ إنهم، بعبارة أخرى، أكثر وعيًا بقضايا العدالة والحقوق والتمثيل، وأكثر اتصالًا بالعالم من حولهم. ففي هذا العصر الرقمي، ما يحدث في بلد واحد يدوّي صداه فورًا في كل أنحاء المعمورة.

باسيديا درامي

على مدى عقود، خُطفت إفريقيا من قِبل نخب سياسية واقتصادية تعاملت مع بلدانها كإقطاعيات خاصة، ومع شعوبها كخدم لا كمواطنين. والنتيجة واضحة: فساد مستشرٍ، وفجوة طبقية متسعة، وثروات متركزة في أيدي قلة قليلة، بينما تزداد أوضاع الفقراء بؤسًا.

خذ نيجيريا مثلًا، أكبر بلدان إفريقيا سكانًا وأبرز مصدّرٍ للنفط في القارة. رغم مواردها الهائلة، باتت رمزًا للفساد وسوء الإدارة؛ فالفقر يسحق الغالبية العظمى، والانقطاعات الكهربائية متكررة، وأسعار السلع الأساسية تفوق قدرة المواطن العادي.

لكن جيل زد يقول اليوم: كفى. لقد ملّ من الفساد والظلم وبقاء الحكّام في السلطة لعقود. إنه جيل يطالب بإصلاحات حقيقية، وبانتخابات نزيهة، وبقيادة تستمع لمواطنيها وتسعى لتحسين معيشتهم. يريد كهرباء مستقرة، وأسعارًا معقولة، وفرصًا متكافئة، وعدالة لا تميّز بين أحد.

وقد بدأت موجات هذا الوعي الجديد تهزّ أركان القارة. ففي كينيا، أجبرت احتجاجات الشباب الحكومة على إجراء تعديل وزاري واسع. وفي السنغال، اضطر الرئيس السابق ماكي صال إلى التراجع عن ترشحه لولاية ثالثة تحت ضغط الشارع. وفي مدغشقر، دفعت الاحتجاجات الشعبية الرئيس إلى المنفى في فرنسا. أما في الكاميرون، فيواجه بول بيا، أكبر رؤساء العالم سنًا، مظاهرات واسعة تتهمه بتزوير الانتخابات لتمديد حكمه، الذي سيبلغ به عامه التاسع والتسعين. وفي تنزانيا، يخرج الشباب حاليا ضد انتخابات يعتبرونها مفصّلة على مقاس الرئيسة سامية سولوهو، بعد أن أغلقت الساحة أمام المعارضة.

إن هذه التطورات تمثل جرس إنذار للقادة الأفارقة: لقد تغيّر الزمن. لم يعد المواطن العادي صامتًا، ولم تعد الشعوب تقبل بالاستبداد تحت شعارات الاستقرار. جيل زد جيلٌ واعٍ، متصل، جريء، ولا يخشى قول الحقيقة. إنه يقود إفريقيا نحو عهدٍ جديد من المساءلة والحرية والعدالة الاجتماعية. وعلى من في السلطة أن يتكيّف مع هذا الواقع الجديد، وإلا فسيجد نفسه خارج المشهد، في قارة تُعيد صياغة مستقبلها بأيدي شبابها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. 📑 For RFPs and white papers, activate a policy-safe pass via ai watermark remover: verify there’s no embedded zero-width clutter, fix soft hyphens, and standardize bullets and numbering; adjacent capabilities—ai remove watermarks, remove watermarks ai, and watermark remove ai—are applied with strict scope controls and a reviewer sign-off; you get cleaner PDFs, accurate word counts, and fewer submission rejections caused by invisible text artifacts in portals that impose strict byte or character limits across fields.

  2. جيل زد يقود عهدًا جديدًا في إفريقيا وهذا يجعلنا نتأمل في قوة الشباب وطاقتهم. قلوبنا معكم ونتمنى من القادة الاستماع إليكم وتوفير فرص حقيقية للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى