Articles

منصفون من الغرب تجاه الرسول الأكرم

عبد اللطيف حسن طلحة

“لم يحاول أن يسيطر على المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى، إن رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجة الجهل أو التعصب، رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدواً للمسيحية، لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها”، هكذا بدء جورج برنارد شو الكاتب الإنجليزي الكبير كتابه (الإسلام الحقيقي ) بالحديث عن المصطفى صل الله عليه وسلم وأضاف ” الإسلام هو دين الديمقراطية وحرية الفكر، وهو دين العقلاء، وليس فيما أعرف من الأديان نظاما اجتماعيا صالحا كالنظام الذى يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية، فالإسلام هو الدين الوحيد الذى يبدو لى أن له طاقةً هائلةً لملائمة أوجه الحياة المتغيرة، وهو صالح لكل العصور “، وأضاف “وجد محمد العرب في فساد وفوضى، ووحشية وهمجية، وحرب وقتال دائم، وينظرون إلى النساء نظرة احتقار وسخرية، ورآهم أشد الأمم تباهيا بالأنساب وتسامياً بالآباء، ونظرت إليهم بعد دعوة هذا النبي فوجدتهم خلقاً جديداً، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ووجدهم في تقدم ورقي وحضارة، تمتد أطرافها في الشرق والغرب إنه بحق رحمة ومنقذ للبشرية”.
با سادة

هناك حقائق لا ينكرها إلا جاحد منها:

اولا – لم يكن الرسول الأعظم صل الله عليه وسلم يسعى إلى زعامة أو سلطان فقد كان ذلك متاحا له في كثير من المواقف حينما عرض عليه في أول الدعوة عندما قيل له “لو أردت زعامة وليناك وإن أردت أموالا أعطيناك “.
ثانيا – العدالة هدف سعى إليه رسولنا الكريم ووضعه نصب عينيه فها هو التاريخ لا محاباة ولا مجاملة في معاقبة من إنتهك حرمات الله تعالى كالمرأة التي سرقت وهي من أشراف بني مخزوم وذهبوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ليثنوه عن إقامة الحد فانتفض الرسول ليضرب المثل والقدوة بأنه سيقم الحد حتى ولو كان أقرب الناس إلى قلبه وهي الزهراء فاطمة عندما قال ” لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها “.
ثالثا – جعل الرسول الأعظم التسامح والعفو هدفا لبناء المجتمع فها هو لا يثأر لابنته زينب وعمه الذي بقرت بطنه يوم دخل مكة يوم الفتح الأعظم فينسى جراحه وآلمه وآلام الذين أخذت أموالهم عنوة وطردوا من أرضهم، دخل مكة بعد توجيهات صارمة لقادة الجيش بعدم الإعتداء على أحد، دخل دون أن يراق فيها دم أو يغتصب مالا كما فعلت قريش مع من هاجروا من مكة إلى المدينة وقال لأهلها ” ما تظنون أني فاعل بكم ” ثم يصدرها مدوية ” اذهبوا فأنتم الطلقاء “.
رابعا – يضع أسس المساواة مع أصحاب الديانات الأخرى في الحقوق والواجبات من خلال تصريحات قوية بعدم الإعتداء على الذميين أو النيل من حقوقهم والنصوص في ذلك كثيرة ومعلومة للجميع لا داعي لذكرها.
إن المنصفين أمثال الإنجليزي برنارد شو والفرنسي فرنك اشتيبات والكندي دكتور زويمر والأمريكي مايكل هارث والنمساوي دكتور شبرك وغيرهم كثر لا يسع المجال لذكرهم قالوا قولة الحق بلا رياء أو مقابل في المجتمع الغربي الذي يكيل فيه المثقفون بميكالين، قالوا في حق رسول الله صل الله عليه وسلم ما يمكن أن نرد به على المغالين من الغرب في أفكارهم وتوجهاتهم تجاه ديننا الحنيف، إن الإنصاف لا يرتبط بدين أو بزمان أو مكان أو لون أو عرق إنما يرتبط بمعرفة الحق والثبات عليه ودعمه، كل عام وانتم جميعا بخير وسعادة وسلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى