actualite

رحم الله فقيد الدعوة والإصلاح الشيخ عبد الله باه!

نغانج سيك أبو زينب

أتقدّم إلى الساحة الدعوية في السنغال ، والمجتمع السوننكي على وجه الخصوص بخالص العزاء في وفاة فقيد الدعوة والإصلاح الشيخ عبد الله باه ، رمز من رموز أهل السنّة البارزين، ومن الذين طبقوا الوسطية الإسلامية على أكمل وجه ، فلا يكفي -أيّها القارئ الكريم- أن تنتسب إلى أهل السنة ثم تجلس في دارك ولا تفكّر في النزول إلى الميدان والبروز والتصدّي للتحدّيات التي تواجه الدعوة وتعرقل مسيرتها.
الشيخ عبد الله نزل وبرز، وقد بارك الله في نزوله وبروزه، فقد كان الخطيب المفوّه، تعرف المنابر وطأته، والخيل يعرفه، والحلّ والحرم، وكان المدرّس الحكيم، والأب الحاني، رجلا اجتماعيا بامتياز، ولقائل أن يقول كيف عرفت كل ذلك عن الشيخ عبد الله ولم يجمعكما لقاء.
ولكي أجيب على هذا التساؤل الذي قد يرد، أقول لما نشر خبر وفاة الشيخ ورأيت كمّا هائلا من الشهادات التي تثلج صدور محبّيه وطلاّبه، بدأت أقرأ عن الشيخ وسيرته الذاتية، وقرأت ما يقرّ العين ويفرح القلب، فقلت بعد ذلك من التقصير الذي أرجو أن يغفره الله لي، أن أكون مع هذا العملاق في بلد واحد ، بل في مكان واحد ولم ألتق به قطّ، فلمت نفسي وكتبت هذه الكلمات لكيلا يصيب الشباب ما أصابني .
يجب أن يكون بيننا وبين علمائنا تواصل دائم وتفقّد مستمرّ ، نعرف مشكلاتهم ونقضي عليها قبل أن يخبرونا بها.
توفي الشيخ ويصل جثمانه غدا مطار دكار، فقلت إن عجزت عن الحضور فلا أقلّ من أن أرسل قلمي لينوب عنّي، وهذا من فضل الله علينا -معاشر الكتّاب- وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
توفي الشيخ ويظلّ جهاده نبراسا لمن يأتي بعده، كان من الممكن أن يتكلّم الشيخ ويرجع إلى بيته وينتظر اليوم الذي قدر الله أن يتوفى فيه ، ولكنه عمل والعمل أصدق من القول.
كان الشيخ يتمتع بفصاحة اللسان والقلم فسخّر كل ذلك في خدمة دينه ووطنه، وفي هذا درس لنا جميعا إذا وضع الله على يدك شيئا فسخّره في خدمة دينك قبل أن يذهب ذلك الشيء أو تذهب أنت وتتركه وراءك
رحم الله فقيد الدعوة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى