actualite

المشهد السياسي للسنغال والمفاجآت الحالية

جبريل لي السماوي

ما يحدث حاليا في المشهد السياسي للسنغال يمثّل تطوّرا طبيعيّا …لمن يعرف صبغة النظام السياسي في السنغال .

السيّد خليفة صال يصارع لأجل استرجاع وجوده السياسي، ورسم خريطة استراتيجية لمستقبل حزبه الذي وجد المخاض من المدرسة السياسية الكلاسيكية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلاّ بالخلاص من الاجراءات القانونية التي علّقها السيّد صال على عاتقه. والضّوء الأخضر الذي ينتظره خليفة صال لمواصلة السّير السياسي وللمشاركة في الانتخابات القادمة، يتحكّم عليه السيّد صال .لذلك فإنّ الواقع السياسي يفرض عليه الحوار مع السيّد صال لأجل النّجاة من الخناق السياسي الذي يعاني منه منذ أمد بعيد .
المنطق السائد في النظام السياسي للسنغال لا يقبل اطلاقا أن ينصهر خليفة صال داخل حزب باستيف ومشروع سونكو السياسي. فميلاده السياسي أسبق بكثير من الميلاد السياسي للزعيم سونكو. مصلحته السياسية تكمن في تمهيد الطريق والوسائل المتاحة للوصول إلى طاولة الحوار مع السيّد صال، وليس في البقاء وراء الزعيم سونكو هكّذا متفرّجا. وإن كانت المصلحة العامة أو مصلح الشعب هو أن ينضمّوا جميعا وراء سونكو ….
خليفة صال ارتكب خطأ استراتيجيا عند مقابلته مع الصحفي باب آل انياغ . فالأسلوب الذي تحدّث به خليفة عن رغبته في المشاركة سخيف جدّا، ويضعه في موقف الضّعف عندما يصل إلى مرحلة الحوار مع السيّد صال. كان عليه إثارة رغبة المشاركة اعلاميّا دون فقد التوازن والهبية السياسية

ما يسعى إليه النظام الحاكم في هذه الفترة هو محاولة عزل سونكو عزلا سياسيّا على مستوى المعارضة التي تحالف معها ، لذلك يحاول شقّ صفّ ائتلاف المعارضة. وما ينتج من الحوار السياسي بين المعارضة والسيد صال يمكن أن يضع المشروع البستيفي على المحك مستقبلا …لذلك على الشعب أن يتحصّن بالوعي السياسي الناضج .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى