Articles

إلا الصوم فإنّه لي ..

بقلم نغانج سيك (أبو زينب)

يقول الله عزّ وجلّ في الحديث القدسي: إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي، به، إنّه ترك طعامه وشهوته من أجلي، لا يستطيع الإنسان أن يرائي في الصوم، إمّا أن يصوم حقيقة في داخل البيت وبين أهله وذويه، وإذا خرج فالله أعلم بحاله، لا أتهم أحدا ولا أدخل في الخصوصيات، فإنّ الصوم بين العبد، وربّه.
كدت اليوم أن أغيّر مكان الثلاجة، فهي قريبة من باب المنزل، ولا يكلّفك الشرب إلاّ تمدّ يدك فتجد عصيرا باردا أو ماءا عذبا تشربه، ثم بعد ذلك إذا قال الناس إن الحرّ شديد، قلت أيضا إن الحرّ شديد، وإذا قالوا بعد الإفطار ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله، قلت أيضا ذلك، وقلت ابتلت عروقك قبل ذلك بساعات، وفتحت الثلاّجة قبل وقتها.
أعرف أنّ الظمأ قد بلغ بِنَا مبلغا عظيما!وقد يحدّثنا الشيطان بالثلاّجة ومائها العذب، وأنّه لا يراك أحد، وممكن تأخذ كمّيات كبيرة من الماء، فإذا دخلت بيتك تظاهرت أنه لن يدخل باب الريّان أحد قبلك! وطلبت من أهلك أن يتّصلوا برجال الإسعاف ليحوّلوك إلى أقرب مستشفى، هذا النوع من الصوم ونسمّيه صوم البيت أو صوم الصغار قد مرّ به بَعضُنَا أو أكثرنا أو كلّنا، أليس كذلك يا جماعة؟ولا نكون كذالك الأعرابي الذي يقول: لولا المضمضة لأهلكنا الصوم!
قد يقول قائل: إن الكاتب يدعو إلى إعادة التجربة، فأقول: ليس كذلك بل أريد أن أقول: إنّ الصوم سرّ بين العبد وربّه لا يطّلع عليه أحد، ولذا يقول الله إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به، لا تعيدوا التجربة، عفا الله عما سلف.
وهل تصدّقون أنَّني بدأت أرقب وقت الإفطار من بعد صلاة الظهر، أسأل كل من ألقاه، كم بقي على الإفطار؟ وآخرهم طالب في مسجد الجامعة سألته كم بقي؟ فنظر إلى ساعته وابتسم وقال سبع ساعات أو ثمان، وجزاه الله خيرا أرشدني إلى الذهاب إلى الحرم بعد العصر والاشتغال بقراءة القرآن، وقال إن الوقت سيمرّ سريعا! وأرجو من الله الإعانة على العمل بنصيحته.
وأرسلت السؤال نفسه إلى بعض المجموعات في الواتس، فمن ضاحك على السؤال، ومن قائل: اصبر فكلّ آت قريب، ولكن التعليق الذي أضحكني هو ذاك الذي يقول فيه صاحبه، لا يكون الشيخ قد تناول السمبوسة في السحور! المهمّ لا زال السؤال جاريا، وجزى الله خيرا من يقول: بقيت دقيقة أو دقيقتان على الإفطار.
ومن التعاون على البرّ والتقوى إذا قمت في وقت السحور أن تتفقّد إخوانك، حتّى لا نفعل كما فعل ذاك الرجل الذي أعدّ سحوره ونام ولَم يستيقظ إلاّ بعد طلوع الشمس، فَلَمّا قام أغلق الباب والنوافذ، وزعم أنّ الليل ما زال! ولو كان هناك تعاون لقام الجميع، وأخذ كل منّا للصوم عدّته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى